لكل السوريين

الولايات المتحدة تعلن نجاح وساطتها في إنهاء الحرب الإسرائيلية الإيرانية

شهدت المنطقة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق بين إسرائيل وإيران دام 12 يومًا، تخلله تبادل للضربات الجوية والصاروخية، وعمليات نوعية استهدفت مواقع نووية وعسكرية في كلا البلدين. إلا أن فجر الثلاثاء حمل أنباء إيجابية، حيث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بين الطرفين، إيذانًا بانتهاء الحرب.

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب فجر الثلاثاء، عبر منصة “تروث سوشيال”، أن إسرائيل وإيران وافقتا على وقف إطلاق نار شامل وكامل لمدة 12 ساعة، مؤكدًا أن الحرب “ستُعتبر منتهية” بمجرد دخول الهدنة حيز التنفيذ.

وأوضح ترمب أن الطرفين توجها إليه في التوقيت نفسه تقريبًا بطلب السلام، مشيرًا إلى أن “العالم، والشرق الأوسط، هما الرابحان الحقيقيان”، وأضاف: “مستقبل إسرائيل وإيران مليء بالفرص والازدهار، وسيشهد كلا البلدين حبًا وسلامًا هائلين في مستقبلهما”.

ردود الفعل الرسمية

إسرائيل: رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن رسميًا عن التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل بعد “جهود دبلوماسية وأمنية مكثفة”، مشيرًا إلى أن الهدنة ستدخل حيز التنفيذ تدريجيًا خلال الساعات القادمة، لتنهي بذلك 12 يومًا من القتال العنيف.

إيران: رغم إعلان وقف إطلاق النار، صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، صباح الثلاثاء، أن بلاده لم توقّع بعد أي اتفاق رسمي، مشيرًا إلى أن إيران ستوقف هجماتها فقط إذا أوقفت إسرائيل عدوانها بحلول الساعة الرابعة صباحًا بتوقيت طهران. وأكد: “إذا أوقف النظام الإسرائيلي عدوانه غير المشروع، فلا نية لدينا بمواصلة الرد.”

وفي 13 يونيو، شنت إسرائيل هجمات على عدة مواقع داخل إيران، بما في ذلك العاصمة طهران، استهدفت منشآت عسكرية ونووية، ونفذت اغتيالات طالت عشرات القادة العسكريين ونحو 17 عالِمًا نوويًا.

ردّت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي أصابت تل أبيب، حيفا، بئر السبع، ومناطق أخرى.

في تصعيد إضافي، شنت الولايات المتحدة ضربات جوية على ثلاث منشآت نووية إيرانية في أصفهان، نطنز، وفوردو، ما دفع إيران لإطلاق نحو 14 صاروخًا على قواعد أميركية في قطر والعراق، أبرزها قاعدة “العديد” وقاعدة “عين الأسد”.

قطر أدانت الهجوم الصاروخي الإيراني على أراضيها، مؤكدة تصدي دفاعاتها الجوية للصواريخ دون وقوع خسائر بشرية.

مستقبل غامض أم انفراج مرتقب؟

رغم إعلان وقف إطلاق النار، سجلت إطلاقات صاروخية جديدة من إيران باتجاه إسرائيل بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ، بحسب ما أفاد الجيش الإسرائيلي. وأُطلقت صفارات الإنذار في عدة مناطق، ما يُثير المخاوف من هشاشة الاتفاق وصعوبة تثبيت التهدئة.

مع ذلك، يرى مراقبون أن الدور الأميركي كان حاسمًا في فرض التهدئة، وأن الطرفين باتا أكثر وعيًا بكلفة التصعيد العسكري، ما قد يفتح الباب أمام مفاوضات أوسع، وربما مسار دبلوماسي جديد يُفضي إلى استقرار إقليمي طويل الأمد.

بعد 12 يومًا من أعنف المواجهات بين إسرائيل وإيران، أعلنت الولايات المتحدة نجاح جهودها في فرض وقف لإطلاق النار. وبينما يبقى الوضع هشًا على الأرض، فإن إعلان الهدنة يُعد تطورًا مهمًا، وقد يشكل خطوة أولى نحو تهدئة شاملة ما لم تعُد الأعمال العدائية مجددًا.

- Advertisement -

- Advertisement -