لكل السوريين

مالك شكوحي عميد حراس المرمى العرب بكرة القدم بالتسعينات

صبر كثيراً ونال مبتغاه ونجح بتحقيق أحلامه بعد أن جلس على مقاعد الاحتياط لفترة طويلة من الزمن، وعندما حانت الفرصة المناسبة تمكن من استغلالها وأثبت موهبته وكفاءته فتفوق على أقرانه وأصبح الحارس الأول في سوريا متسلحاً

بلياقته العالية وتصدياته غير المتوقعة لضربات الجزاء، حيث كان يملك أسلوب مميز في ذلك الوضع ويمنح زملائه الكثير من الثقة نتيجة الشجاعة التي كان يمتلكها والتي تساعده على الذود عن مرماه بكل ثقة واقتدار، كما كان يجيد الألعاب البهلوانية التي تطرب الجمهور أثناء المباريات.

وللتعرف على المزيد من مسيرة هذا الحارس المتميز نجد أن بداية ممارسته لكرة القدم كانت عندما كان عمره 10 سنوات حيث كان يلعب مع أحد فرق الأحياء الشعبية التي كانت تنشط في تلك الفترة وتضم عدد كبير من اللاعبين الذين أصبحوا نجوما فيما بعد، ونظرا لتميزه في مركز حراسة المرمى انتسب في عام 1970 إلى نادي حطين ولعب مع فرق القواعد، ثم تدرج بكافة الفئات وصولا إلى فريق الرجال الذي لعب معه عدة مواسم وأثبت موهبته وكفاءته في مركزه مما دفع نادي الجيش الذي كان يستقطب أبرز نجوم الدوري لضمه إلى صفوفه في عام 1979، ولعب معه 8 مواسم وشارك في كافة المباريات المحلية والبطولات القارية والعسكرية حقق خلالها الفريق نتائج متميزة.

وفي عام 1987 انتقل نادي جبلة الذي كان يضم عدد كبير من نجوم كرة القدم السورية ونجح وقتها بإحراز بطولة الدوري لأربعة مواسم، وفي عام 1995 انتقل إلى نادي تشرين إلى جانب عدد من نجوم كرة القدم السورية القادمين من نادي الجيش وبعض الأندية الأخرى ولعب معه موسماً واحداً، ثم عاد إلى نادي جبلة لمتابعة اللعب معه وفي عام 2001 وبعد صعود نادي القرداحة إلى دوري الدرجة الممتازة انضم له ولعب معه أيضا عدة مواسم.

أما عن مسيرته مع المنتخبات الوطنية فقد بدأت عندما تم اختياره لمنتخب الشباب الذي شارك بالعديد من البطولات والتصفيات القارية والعالمية، ثم تم ترفيعه لينظم إلى منتخب الرجال ويصبح الحارس الأساسي حتى عام 1990

وخاض مع منتخبات الشباب والرجال بما يقارب 90 مباراة دولية.

أما عن أهم الإنجازات التي كان له فيها مساهمه فعالة هي إحراز نادي جبلة لبطولة الدوري السوري 4 مواسم خلال نهاية الثمانينات، وأيضا خلال تواجده مع فريق الجيش أحرز النادي بطولة الدوري مرتين وكأس الجمهورية مرة واحدة، وتم تكريمه خلال مشاركته مع نادي جبلة في نهائيات بطولة الأندية العربية في عام 2001، التي استضافتها المملكة العربية السعودية، من قبل الاتحاد العربي لكرة القدم باعتباره أكبر اللاعبين المشاركين سناً، وكان عمره وقتها 42 عاما، كذلك يعتبر أول لاعب سوري يحترف في اليونان.

وكان أيضا ضمن أفراد منتخب سوريا للرجال الذي خاض المباراة الفاصلة للوصول إلى كأس العالم في عام 1986 عندما تنافس المنتخبان السوري والعراق على بطاقة التأهل ووقتها تعادل الفريقان في مباراة الذهاب بدمش وخسرت سوريا في مباريات الإياب بالسعودية بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، كذلك كان ضمن المنتخب السوري الذي أحرز ذهبية دورة المتوسط العاشرة التي جرت في اللاذقية عام 1987 عندما فازت سوريا في المباراة النهائية على فرنسا بهدفين مقابل هدف واحد.

وخلال مسيرته الكروية تلقى عروضاً كثيرة للعب خارج القطر، ولكن الظروف لم تسمح له بالتعاقد مع تلك الأندية لأسباب كثيره منها تمسك الأندية المحلية التي كان يلعب معها لحاجتها الضرورية وعدم وجود البديل المناسب له، وكانت أغلب تلك العروض من أندية الخليج وآخر عرض تلقاه كان من نادي النجمة اللبناني.

وأهم مشاركاته مع المنتخب السوري في عام 1988، في بطولة كأس العرب التي أقيمت في الأردن، حيث كان يجلس على مقاعد الاحتياط وفي مباراة النصف نهائي أمام منتخب مصر، تعرض الحارس السوري وليد إسلام للإصابة التي منعته من متابعة المباراة فشارك بها وعندما انتهت المباراة بالتعادل تم اللجوء للضربات الترجيحية فتألق وتصدى ببراعة لعدد من الضربات ليفوز المنتخب ويتأهل للمباراة النهائية مع المنتخب العراقي ورغم نجاحه بالتصدي لضربات الجزاء لكن الفريق العراقي نجح بالفوز بتلك المباراة.

أما عن أجمل المباريات التي لعبها فقد خاض الكثير من المباريات التي تألق فيها لكن أبرزها كانت ضد كوريا الجنوبية، قطر، الكويت في كأس آسيا عام 1984، ومع مصر والعراق في كأس العرب 1986، ومع السعودية في الدورة العربية التي جرت منافستها في حلب عام 1993.

عاصر خلال مسيرته الكروية الطويلة عدد كبير من اللاعبين سواء في ناديه جبلة أو المنتخب السوري كان أبرزهم:

عبد الحميد الخطيب، أحمد شلبي، توفيق مكيس، روميو اسكندر، مصباح سبسبي، محمد قيصر،  شاهر سيف، منذر فواخرجي، منير زينو، محمد البدي، حسن حميدوش، ماهر قناديل، أحمد لولو، محمدغندور، علي محرز، بلال حمدان، عصام درويش، طلال عجيل، عبد القادر عبدالفتاح ، محمد ثائر حسن، علي موسى، وائل حج عبيد، خالد جاديبا، أيهم بدور، مروان عبدو، مازن أسعد، محمد عفش، حاتم الغايب، مصطفى قادير، ياسر السباعي، وليد الناص، عبد القادر كردغلي، نزار محروس،  مناف رمضان، عساف خليفة، علي الشيخ ديب، جوزيف ليوس، محمد جقلان، رضوان الشيخ حسن، محمود محملجي، جورج خوري، وليد أبوالسل، وليد اسلام، أحمد عيد، سمير ليلى راغد خليل، محمد دهمان، جهاد أشرفي، عصام محروس، عبد النافع حموية ، كيفورك ماردكيان، عبد القادر كردغلي، رضوان شيخ حسن، نبيل سباعي، غاندي اسكندر، جورج خوري،  وسامر عصاصة، فؤاد غرير، عصام زينو، مروان مدراتي، موفق كنعان.

أما عن مسيرته التدريبية فبعد إعلان اعتزاله شارك في العديد من الدورات التدريبية تم تكليفه مدرباً لمنتخب سوريا للناشئين، كذلك كلف أيضا مدربا لحراس منتخب الشباب الذي شارك في بطولة كأس العالم التي جرت في هولندا عام 2006.

أطلق عليه العديد من الألقاب خلال تواجده بالملاعب ومنها عميد الحراس العرب، بيت الأمان، المغناطيس، البطل الشكوحي، وقيل فيه أيضا “لا تخف ولا تفكر بالخسارة عندما يكون الشكحوي بالمرمى”.

ومما يذكر أن الحارس مالك شكوحي من مواليد اللاذقية 1960.