لكل السوريين

مع بداية الصيف.. الشواطئ الساحلية تنطلق بأسعار تتجاوز المعقول

تقرير/ سلاف العلي

عاصفة الغلاء التي اجتاحت كل شيء في بلادنا، ومع حرارة الصيف القادمة منذ فترة واشتدادها في تموز واب وربما أيلول القادمين، ومع بداية الإعلانات السياحية المغرية تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي عن عروض شاليهات مخدمه بالكهرباء والإنترنت على مدار اليوم، سواء في الفنادق أو المواقع السياحية الأخرى كرأس البسيط والشاطئ الأزرق ووادي قنديل باللاذقية وشاليهات البصيرة والافراح والياطروشاليهات المحامين والأطباء والرمال الذهبية وفندق وشاليهات هوليدي بيتش، فقد وصلت كلفة إقامة العائلة لليلة واحدة على الشواطئ الساحلية السورية إلى مليون ليرة بالحد الادنى، أي ما يعادل أكثر من عشرة أضعاف راتب الموظف الحكومي، حيث أن أسعار المنشآت السياحية في سوريا باتت ضربا من الخيال فإن الأسعار باتت خارج المنطق وأغلى من دول الجوار وحتى بعض الأماكن في الدول الأوروبية، مما يجعل السياحة حلما صعب المنال لمعظم المواطنين وسط الظروف الاقتصادية المتردية. فعلى سبيل المثال، ليلة واحدة في فنادق اللاذقية او طرطوس باتت تكلف بالحد الأدنى ما يقارب المليون ليرة سورية، وفي بعض الفنادق يصل لضعف هذا السعر، هذا عدا عن تكاليف التنقل والمأكل والمشرب وألعاب السباحة، التي ستكون مساوية لأجار الفندق، ولهذا يصف السوريون السياحة على البحر بأنها تعادل أو أكثر غلاء من السياحة في الخارج.

هذا وتتراوح كلفة الإقامة في الفنادق والشاليهات بمحافظتي اللاذقية وطرطوس مع إطلالة بحرية لعائلة مكونة من 6 أشخاص، ليوم واحد فقط، ما بين 800 ألف الى مليون و200 ألف ليرة سورية، والتكلفة الأسبوعية للإقامة فقط تفوق الـ 6 ملايين ليرة سورية من دون حساب تكاليف الأكل والشرب والتنقل والمستلزمات اليومية.

التكاليف تنخفض كلما انخفضت الخدمة والإطلالة وابتعاد الشاليه عن شاطئ البحر، ليصبح الأجر مع عبارة خط مولدة ويشمل تشغيل الإنارة وشحن الهواتف والمراوح والشاشة والبراد لفترات محددة، فيتراوح الإيجار اليومي بين 300 الى 600 ألف ليرة سورية لليوم الواحد.

السيد ميشلين قالت لنا: أن السياحة أصبحت لبشر وبشر، وليس لدى الموظف او المزارع او صاحب مهنة ان يصيف ثلاثة أيام مع عائلته على شواطئ طرطوس او بانياس، وسيصرف الخمير والفطير، وتضيف لنا ان أجور الغرف لشخص أو شخصين مع وجبة فطور في الفنادق خمس نجوم تبدأ من450ألف ليرة إلى850 ألف ليرة لليلة الواحدة، والجناح السويت لـ 3- 4 أشخاص تبدأ الأجور اليومية من750ألفا حتى 950 ألف ليرة حسب الإطلالة والتجهيز، مع العلم إن هذه الأسعار تعد أولية مع بداية موسم الصيف وسترتفع بعد انتهاء فترة الامتحانات ودخول شهر تموز، أي موظف حكومي أو في القطاع الخاص  عاجز تماما على حجز شاليه لمدة يومين في طرطوس، علما أن تكلفة الإقامة تفوق مرتبه بعشرة أضعاف ونصف الضعف.

السيد محمد أبو جميل موظف ولديه ثلاثة أطفال أخبرنا قائلا: ليس بمقدوري الذهاب إلى المسبح، ومنذ زمن طويل لم أذهب ولم أقم بأخذ أطفالي، وأضاف لكنني أتمنى ذلك، انما كيف لي أن أذهب إذا كلفة دخول عائلة مكونة من 5 أشخاص إلى المسبح للسباحة فقط ستكلفني 300ألف ليرة، كذلك فأن أسعار مستلزمات المسابح ارتفعت وأصبح سعر الدولاب الهوائي الخاص بالأطفال يتراوح بين 70 الى 85ألف ليرة واسعار الفواشات 40 ألف ليرة، فبذلك امست النشاطات الصيفية من السلع والخدمات المحرمة على الفقراء وأصحاب الدخل المحدود.

السيد احمد أبو غانم  صاحب شاليهات للإجار على سواحل طرطوس قال: أن ارتفاع الأجور يعود لغلاء تكاليف المقومات السياحية وخاصة تأمين التيار الكهربائي، الذي يتطلب دفع مبالغ طائلة لتشغيل المولدات طوال فترة النهار وساعات محددة في الليل حسب طلب الزبون إضافة للخدمات الأخرى من تنظيف وغسيل وغيرها، ونأمل من مديرية السياحة بطرطوس ان يتم العمل على التنسيق مع شركة كهرباء طرطوس لزيادة ساعات التغذية، ومع شركة سادكوب، رغم أن بعض المنشآت السياحية اتجهت لحلول الطاقة البديلة، إضافة لتركيب سخانات شمسية وترخيص آبار مياه.