لكل السوريين

بسبب تلوث المياه.. انتشار وباء التهاب الكبد في درعا

درعا/ محمد الصالح 

تتزايد الإصابات بالتهاب الكبد الوبائي في مدينة درعا نتيجة تلوث مياه الشرب، وتقاعس المسؤولين عن معالجته.

وذكر مدير صحة درعا أنه تم اكتشاف 670 إصابة بعد إجراء المسح لـ 2070 شخصاً تركزت معظمها في حي السبيل، بسبب اختلاط مياه الشرب مع مياه الصرف الصحي، وأشار إلى أن المشكلة تم علاجها، وأن نسبة الإصابات تراجعت.

في حين أكد مصدر طبي من أحد مراكز الهلال الأحمر في المدينة وجود حوالي ألف إصابة بمرض التهاب الكبد في أحياء مدينة درعا، وخاصه في حي السبيل والقصور، ووجود إصابة في كل منزل على أقل تقدير، وبأن أكثر من خمسين حالة تراجع المركز بشكل يومي.

وعبّر العديد من الأهالي عن تخوفهم من تفاقم الوباء أكثر من ذلك، وجددوا مطالبتهم بمعالجته بأسرع وقت ممكن قبل أن ينتشر ويصل إلى جميع أحياء المدينة.

كما يتخوف العديد من الأطباء من عودة الإصابة للمصابين بالتهاب الكبد، بعد تعافيهم منها.

استجابات متأخرة

بعد العديد من النداءات، طلب محافظ درعا من مدراء المياه والصرف الصحي والبيئة والصحة ورئيس مجلس المدينة، بالكشف بشكل فوري على خطوط مياه الشرب والصرف الصحي في حي السبيل ومعالجة المشكلة، حسب صفحة المحافظة على فيسبوك.

واستمرت زيارات المسؤولين لمناطق التلوث إلى أن تم العثور على مصدره، وتم توزيع حبيبات الكلور من قبل مؤسسة مياه درعا على الأهالي في الحي ليتم وضعها في الخزانات وتعقيم مياه الشرب، وتفقد الأعمال التي قامت بها المؤسسة وشركة الصرف الصحي لمعالجة المشكلة، وقطف عينات من المياه وإجراء الاختبارات اللازمة عليها.

وترافق كل ذلك بأجواء احتفالية من قبل العديد من المسؤولين بالمحافظة، بعد إصابة مئات المواطنين فيها بالتسمم نتيجة شربهم للمياه الملوثة.

بداية المشكلة

بدأت مشكلة تلوث المياه في درعا منذ عام 2018، حيث ناقش المحافظ آنذاك هذه المشكلة مع ممثلة الصليب الأحمر، وتم الاتفاق على ضرورة إعادة تأهيل مشاريع الصرف الصحي لضمان عدم وصولها لمياه الشرب.

وفي مطلع شهر نيسان الماضي تحدثت التقارير عن تلوث مياه الشرب التي تصل إلى المنازل، وعن وجود حالات تسمم لدى العديد من الأهالي بسبب هذا التلوث.

وأكدت شكاوى المواطنين أن مياه الصرف الصحي اختلطت بشبكة مياه الشرب، نتيجة وجود كسر أدى إلى وصول التلوث لشبكة المياه التي تغذي عدة أحياء في مدينة درعا.

ووجه أهالي هذه الأحياء العديد من الشكاوى لمجلس مدينة درعا ومجلس المحافظة وشركة المياه، وطالبوهم بالمسارعة لحل هذه المشكلة.

ولكن الاستجابة لمعالجتها لم تكن بالسرعة المطلوبة، مما تسبب بتخوف سكان هذه الأحياء من تفاقم الوباء وانتشار الأمراض بشكل أكبر.

وتخوف الأطباء من تجدد الإصابات بعد الشفاء منها، أو انتشار وباء الحمّة التيفية بسببها.