لكل السوريين

تراجع كبير في تجارة طيور الزينة بطرطوس!

طرطوس/ ا ـ ن

تسهم الأجواء الخريفية في انتعاش ورواج تجارة الطيور وعصافير الزينة، فهذه الأيام هي مواسم هجرة الطيور إلى مناطق واجواء الساحل، فتنتشر جمهرة الصيادين ورحلات الصيادين في البراري، مستعملين الدبق أو الأفخاخ المعدنية الصغيرة أو بنادق الصيد بعين أو بعينتين كما يقولون، وحاملين معهم جعبتاهم وأقفصاهم الصغيرة للطيور التي يصطادونها حية، وهذه الرحلات ممتعة لكنها بنفس الوقت موسم شغل في أرياف طرطوس.

تبدو المصطلحات التي يستعملها مربو العصافير وتجارها في طرطوس كأنها تعويذة أو جمل مأخوذة من لغة قديمة، فمثلا ينشرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي “طيرة جزرية فاتحة متوجة لافة جاهزة, فحل مخلف, متاح نغلين واحد حكي حسون والتاني مسمع شريط, جوز عواشق, الفحل هوكو, جوز حناين الفحل جزري حبة خشنه وأنتايه بيضه مطربشة حبة خشنه مسحوب بطن ومطالعا التاني تحتن فرخ, عين حمرة , جوز جاوا, جوز روز, متاح انتايتين كنار جاهزين, جوز فيشر أوبلاين,  متاح 3جواز كروان ايزابيل جاهزات وانتاي عمر 8شهور, متاح دكران توب ومزبل لون اصفر كناري”.

وتنتشر تلك المفردات في المجموعات الخاصة بمربي الطيور ومربي طيور الزينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتدل على أصناف العصافير وأنواعها وحالة خصوبتها، بعضها مقتبس من أسماء الطيور الحقيقية، والأخرى جرى التعارف عليها بين تجار محليين لسهولة التواصل والتعريف بالأصناف المتنوعة في المحافظة وريفها.

أبو فيصل وهو صاحب محل في الدريكيش ومختص ببيع طيور الزينة النادرة المرتفعة الثمن، كما بدأ حديثه معنا حيث قال، “لكل نوع من الطيور سعرا خاصا به، وهنالك زبائن كثيرة تدفع الثمن حتى لو كامن أسعارها عالية جدا، لقد ارتفعت علينا الأسعار من قبل تجار الاستيراد وحتى من قبل الصيادين”.

ويضيف “نضيف على العصافير إكسسوارات للزينة التي توضع على أعناق العصافير وأقدامها، ولدي خبرة طويلة للتمييز بين أنواع الطيور وجنسها والأمراض التي تعاني منها بمجرد النظر في عيونها فقط, لقد ارتفعت أسعار أغذية الطيور, والأدوية لحمايتها من الامراض وارتفعت أيضا أسعار مواد الزينة والاقفاص, مما دفعنا الى رفع أسعار الطيور لدينا”.

أبو ميشيل وهو أقدم تاجر عصافير الزينة في صافيتا، ومحله مليء بالأقفاص وفيها العصافير التي تضج بأصواتها وهي تتنقل على الأغصان الصغيرة الموضوعة داخل الأقفاص مع قليل من الطعام والماء, قصة أبي ميشيل كما أوضح “بدأت ببعض الأقفاص التي اقتناها في بيته ومحله قبل أن تتحول إلى مهنة يسترزق منها, عندما أُعجب أحد الزبائن بطير وطلب شراءه، لم أتردد في بيعه، ثم حين امتلأت الأقفاص المجاورة ببيض العصافير ,حولت الهواية إلى باب رزق جديد, وأن أزواج معظم أصناف العصافير الصغيرة تصير قادرة على التزاوج بعد عمر 6 أشهر، أي بعدما تنتهي من تبديل ريشها, وهكذا بدأت المصلحة وكبرت معنا”.

أبو جوزيف وهو صاحب محل لبيع العصافير، أشار إلى أن حركة البيع زادت مؤخرا, خاصة مع تحول كثير من الهواة إلى تجار, وإن التجارة بالعصافير عمل جميل، فهي لا تحتاج إلى رأس مال كبير, كما أن لها زبائنها الذين لا يترددون في دفع مبالغ معقولة على الطيور، وخصوصا النادرة, والسيد أبو جوزيف يشتري من زبائنه العصافير المطروحة للبيع وخاصة من أصحاب مزارع الطيور أو من بعض الصيادين  الذين يتدللون علينا بالأسعار وخاصة لبعض الطيور النادرة التي يصطادونها , أو العصافير التي ولدت حديثا حيث يقوم بتربيتها إلى أن تصير قادرة على التزاوج، ثم يعرضها للبيع على الزبائن، مع العلم أن دورة عمر عصافير الزينة مثل الكناري والحسون والعواشق تراوح بين ثلاث سنوات وعشر في حال عاشت في ظروف مناسبة، فهي حساسة من الحرارة المرتفعة والبرودة الزائدة.

ماهر مربي طيور وعنده مزرعة في ريف الشيخ بدر، يقول “نقوم ببيع الطيور بسعر الجملة الى عدة محافظات، ويشتري بعض الطيور التي يعتبرها لقطة، وانه يقوم بتهجين الطيور نتيجة الخبرة التي راكمها طوال سنوات من مراقبة الطيور وتفحص سلالاتها، الذي ينتج طيورا متباينة في الشكل الحجم واللون عن الطيور الأم، وتجري العملية عبر تزويج سلالات مختلفة بعضها ببعض للحصول على أصناف جديدة”.

الصياد المحترف أبو خضر ومعروف جيدا في ريف بانياس، قال لمراسلتنا “للصيد مواسمه ونعرفها جيدا نتيجة اهتمامنا بالموضوع, ونخرج الى رحلة صيد الطيور والعصافير برحلات يومية منذ الليل وحتى ساعات النهار الأولى ,ونحمل معنا خبزنا وماؤنا ومشروبنا وجعبتنا وأدوات الصيد المختلفة ومعنا كلاب الصيد, ونجمع صيدنا فمنه الحي وغير الحي, ونأكل قسما من صيدنا, ونعود الى منازلنا”.

ويضيف “الطيور الحية التي نصيدها بالدبق وبالأفخاخ الصغيرة, نبيعها إلى محلات بيع الطيور وبأسعار مختلفة, وغير الحية قسم نتركه للأولاد والقسم الكبير نبيعه منتوفا ومشويا, وخاصة للطلبات الموصي عليها , ولدينا زبائن كثيرة, ان الصيد الذي يعد عملنا الأهم لجمع الطيور المختلفة والجديدة أثناء رحلة هجرتها, مثل هذه الأيام الخريفية, ويحتاج ذلك إلى خبرة ومعرفة في كيفية جذب الطيور إلى الفخاخ دون أن تتأذى، وفهما لطرائق عيشها وأوقات مرورها”.