لكل السوريين

قبقاب المرأة الحلبية الخشبي.. عبق أصيل من عبق الأصالة السورية

على الرغم من أن الكثيرين باتوا يعتبرونه خارج العصر مع اختلاف أنماط السكن إلا أن الصوت الذي يصدره ما زال يثير لدى السامع إحساساً مختلفاً يعيده بالذاكرة إلى الزمن الغابر.

فقبقاب المرأة الخشبي في قرنين مضيا برز في عالم الأحذية النسائية، ليجاري بحث المرأة العصرية عن الأناقة والبساطة.

ويعد قبقاب العروس الحلبية من أشهر القباقيب التي ميزت ملابس تلك الفترة فالقبقاب الشبرواي أو العادي والمطعم بالعظم وبالصدف يعد الأغلى بين هذه الأنواع ويرتفع عن الأرض أكثر وهو قبقاب استخدمته المرأة الحلبية لزيادة طولها ورفع ثوبها الطويل حتى لا يلامس الأرض وكان خشبه مصدفا ومطعما بالعظم وسيره مطرزا بخيوط القصب او الفضة أو الذهب.

السيدة “ناديا العلي” سيدة من أهالي “حلب” تحدثت عن القبقاب ومكانته في جهاز السيدة الحلبية بالقول: «كان القبقاب من الأشياء الداخلة في المهر، ولا يجوز التهاون به، لأنه يعد خروجاً عن المألوف مثل طاسة الحمام والطست والإبريق والملابس ولعل أكثر الأشياء التي اشتهر بها في ذلك الزمان هو القبقاب الشبراوي الذي كان يرتفع عن الأرض قدر شبر اليد».

وتضيف: «تأتي فائدته من كونه يعطي للفتاة أناقة وخصوصاً عند ليلة العرس وكانت الفتاة تستعمله كي تزيد من طولها إن كانت قصيرة وهذا يحصل حينما كانت الفتاة تتزوج في سن مبكرة فتستعمله لتبدو طويلة المقام وتظهر أمام زوجها كامرأة كاملة وناضجة، ولا يقتصر القبقاب على الفتيات فقط وإنما كانت تلبسه النساء والعجائز لكونه الوسيلة الأسرع والوحيدة في التنقل على أرض البيت أو الذهاب إلى الجيران إلى جانب ذلك كان القبقاب يشكل محط أنظار النساء عندما كانت الفتاة تتزين بالخلخال الذهبي أو الفضي لتضفي رونقاً على أنوثتها ولتزيد من جمالها وتلفت الأنظار إليها وخصوصاً من قبل زوجها».

وحول شكل القبقاب والأشياء التي كانت تزينه تقول الدكتورة “فريال سيريس” أستاذة التاريخ بجامعة حلب: «عادة ما يكون القبقاب موشى بالصدف والعاج المتناثر على جوانبه، وأحياناً كان الرجال يستعملونه دون أن يكون مطعماً أو مصدفاً ولا يزال البعض يستعمله في هذه الأيام وخصوصاً في الأحياء الشعبية والدور العربية والحمامات والمساجد وقد اشتهرت بصناعته “دمشق” و”حلب”».

وأضافت “سيريس”: «كان شباب أيام زمان يتغزلون برنة قبقاب الفتاة ويسمعونها بعض الأغنيات ومنها:

مريت من قدام بابها

وسمعت رنة قبقابها

قبقابك ترللي، وسيره بيغني

وعروستنا الحلوة بعمرك تتهني.

وكان لاستعمال القبقاب والسير به أصول خاصة به تحتاج إلى المران والزمن لكي تتمكن الفتاة من إصدار الصوت في القبقاب ويبلغ أثره عند شباب الحارة».

ولم يقتصر لبس القبقاب على العروس وإنما أخذ أشكالاً متعددة أضافتها “سيريس” بالقول: «فمنه كان يسمى قبقاب العروس ويكون مرتفعاً لتظهر العروس وخاصة إذا كانت قصيرة وبشكل عام كانت تنتعله الفتاة القصيرة والتي تتزوج صغيرة لتظهر أمام زوجها كامرأة كاملة، والشكل الآخر كان يسمى بالقبقاب الشبراوي وهو المرتفع قدر الشبر ومنه جاءت التسمية وكان يستخدم إذا كثر الطين في الطرقات لكونها ترابية وخصوصاً في فصل الشتاء وقبل استخدام البازلت في الشوارع والشكل الأخير من القبقاب ويدعى القبقاب الزحافي ويكون على سوية واحدة للسطح والكعب ولا يتمتع بأية نوع من الزخرفة أو الألوان على عكس قبقاب العروس الذي يكون مزخرفاً بالصدف أو الأحجار وخيوط الفضة وهذا يتوقف على حالة المستهلك المادية».

وكالات