لكل السوريين

فيروز العلي: “العنف ضد النساء والفتيات انتهاك واسع النطاق ومدمر لحقوقهن”

الرقة/ مطيعة الحبيب

أكدت فيروز العلي، العضوة في المجلس العام لمجلس المرأة لشمال وشرق سوريا، بأن العنف ضد المرأة كانت قديما تتعرض للعنف من قبل الأخ والزوج والعادات والتقاليد التي تربطهم وتلزمهم التقيد بها، من ضمن أصول وعادات العشائر.

وأطلقت منسقيات المرأة وتجمع نساء زنوبيا حملتها الأخيرة بمناسبة اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.

وفي حديث لها مع صحيفتنا، قالت فيروز “العنف الذي يستخدم ضد النساء والفتيات هو انتهاك واسع النطاق في يومنا هذا، ومدمر لحقوق الإنسان، وهو يحدث في كل زمان ومكان في العالم، ولا يزال هذا النوع من العنف غير مبلغ عنه إلى حد كبير، ولأسباب كثيرة منها تدخل بعض الأنظمة في بعض المناطق، والتي كادت أن تدمر وتقضي على حقوق المرأة ودبها في خيمة سوداء وسط منزلها، غير مدركة ما يجري حولها”.

وأضافت “العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي هو مصدر قلق واسع النطاق في مجال حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالرغم من المقاومة التي تبديها النساء في عدة بلدان من الشرق الأوسط إلا أن العادات والتقاليد المنغلقة على ذاتها التي تكبل النساء تحت مسمى الدين، فبذلك يستمر العنف والتميز الذي تواجهه النساء، ولا سيما في عدة مجالات من الحياة، إن كانت في المنزل أو غيره، وإلزامها بعمل ما يتوجب عليها أن ترتدي وتتقبل تعدد الزوجات والميراث وحضانة الأطفال”.

وتكمل “كما أن المرأة لا تزال تواجه تميزا وعنفا مع تصاعد وتيرة الحرب التي عانت ولا تزال تعاني منها أغلب النساء جراء الحروب الدائرة في أوكرانيا، وما يتعرض لهن نساء أفغانستان على يد حركة طالبان من التعصب والتطرق والحرمان من أبسط الحقوق”.

وأكدت “لابد من التأكيد والإصرار بأن العنف ضد المرأة هو كذلك عنف وانتهاك صارخ بحق المجتمع برمته، وعلى المجتمعات بأكملها أن ترد على هذا الوضع، لأن هذه المسؤولية لا تقع على عاتق النساء فقط، في عملية التغيير والتحويل الديمغرافي للمجتمع، بل هي بالدرجة الأولى يتطلب من الرجال أيضا أن يلعبوا دورا في الانعتاق والتحرير من الذهنية الذكورية السلطوية، التي تجذرت منذ آلاف السنين، وجعلوا منها حقيقة وليست مقدر لنا بالعيش بظروف لا يتوفر فيها أدنى حقوق للكرامة والحرية والعدالة”.

ونوهت “المرأة إلى يومنا هذا تحاول دون ملل من تخطي أكبر العراقيل والصعوبات، والسعي إلى الفات الأنظار لفكرة التعصب الذهني لنيل جزء من حقوقها في مجتمع قدوته المرأة، التي ضحت بروح ودم زوجها وابنها في سبيل أرضها التي طالتها دولة الاحتلال التركي، والتي بدورها تدعم الجماعات الإرهابية، وتمارس الانتهاكات التي ارتقت إلى مستوى جرائم حرب”.

وتابعت “كما إنها باتت تتدخل في دول الشرق الأوسط لنسف الأمن والسلام وتصدير أزمتها الداخلية، وإبعاد النظر عن سياستها الدكتاتورية القائمة على كم الأفواه والقضاء على الديمقراطية، كما إنها تسعى وبكل وسائلها القضاء على إرادة المرأة الحرة، وأن ما ترتكبه تركيا اليوم في المناطق التي تقع تحت الاحتلال التركي في سوريا هو عنف ممنهج، حيث استهدف عدد من النساء في مناطق شمال وشرق سوريا اللواتي واجهن أعتى قوى إرهابية على وجه الأرض، هدفهم استهدافا لمشروع الإدارة الذاتية الذي تبنته شعوب المنطقة بجميع مكوناته”.

واختتمت “نحن ندين العنف ضد المرأة في كل مكان، وندعو إلى إنهائه بما في ذلك حالات الصراع، فحقيقة نضال المرأة ومن ناحية مليئة بالآلام، ومن ناحية أخرى صاحبة نتائج ثابتة، فهي صاحبة ثقافة تاريخية ومقاومة أنثوية، فالمرأة المستهدفة هي المرأة الواعية المنظمة المدركة لحقوقها وتسعى للدفاع عنها، يجب أن نواصل العمل لتحقيق المزيد من المكتسبات والاجراءات والقوانين لمنع العنف ضد المرأة، وندعو لتصعيد النضال في سبيل نيلها حريتها في ممارسة حقوقها”.