لكل السوريين

مخيم الأرامل في إدلب يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد قطع الدعم عنه بشكل نهائي

السوري/ إدلب 

وجه مخيم (بسمة) للأرامل نداء استغاثة لإعادة الدعم لأكثر من ألف ومئة عائلة تعيلها أرملة، وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووقفات احتجاجية أمام حركة العبور بمدخل معبر باب الهوى.

وفي حديث خاص أجريناه مع مديرة المخيم السيدة منى م ـ التي قصدناها في مكان عملها، والتقينا معها حيث حدثتنا بدورها عن معاناتهم بعد توقف الدعم وأسبابه ودوافعه.

وقالت منى “لقد أنشئ المخيم منذ أربع سنوات تقريبا ضمن منطقة جبلية وعرة وبخدمات بسيطة وقتها ومع جهود شخصية وعبر ممولين من تجار محليين طورنا المخيم، وقدمنا له بعض الخدمات الأساسية من كتل اسمنتية وحمامات وتوفير سلل غذائية وصحية شهرية”.

وتضيف “منذ فترة ستة أشهر بلغنا بقطع الدعم عن المخيم بحجة تقليص المبالغ المخصصة للمخيم من الجهة الداعمة، وفي محاولات مستمرة ودؤوبة استطعنا تعويض جزأ من الدعم المادي عبر وسطاء محليين إلا أن هذه المبالغ لم تستمر وعادت انقطعت وذلك من شهرين”.

وتتابع “وجهنا نداء لأكثر الجمعيات والمنظمات العاملة في الشمال الغربي لسوريا، إلا اننا ووجهنا برفض للدعم، وهذا يعتبر كارثة حقيقية لعوائل تعيلها أرملة، وخاصة قطع الدعم الطبي والصحي الذي يعتبر أخطر من الدعم المادي في زمن تفشى به الأمراض والأوبئة المختلفة”.

واختتمت؛ “يبق لنا خيار لإيصال صوتنا ومعاناتنا إلا الشارع في ظل هذا الصمت الرهيب تجاه مأساتنا، الأمر الذي دفع أكثر من خمسمائة أرملة لقطع طريق باب الهوى كخطوة باتجاه الضغط وضرورة إنقاذ المخيم من الانهيار وتشرد سكانه”.

وفي جولة قصدنا بها المخيم الواقع بين تلال جبلية ومنطقة شبه مقطوعة والظروف القاهرة التي أجبرت تلك النسوة على العيش في هذه المنطقة، ومع ذلك لم يستطع مجتمع دولي باسره الاهتمام بتلك الشريحة التي تحملت كل مأساة الحرب وويلاتها من فقد وضياع وتشتت.

والجدير بالذكر أن العائلات القاطنة في المخيم معظمها مهجرة من مختلف المحافظات السورية، وأغلبية النساء يعلن الأطفال وسط ظروف مادية صعبة للغاية، وانقطاع الدعم المتكرر بين تارة وأخرى.