لكل السوريين

إمكانات بسيطة، وتحديات كبيرة، ولمجابهة الوضع المعيشي.. نساء من طرطوس يواظبن على “صناعة الحلويات”

السوري/ طرطوس ـ قامت مجموعة من النساء في ريف طرطوس بإطلاق مشروع مصغر يعتمد على صناعة الحلويات المنزلية بإمكانيات بسيطة، وذلك لسد بعض الثغرات التي تواجه النساء في مناطق الحكومة السورية والتي من أبرزها التحديات الاقتصادية بعد أن أصبح الوضع المعيشي صعبا للغاية.

والدافع الثاني لتلك النساء للعمل على افتتاح هكذا مشروع بحسب بعض المشاركات هو أن أغلبهن لم يلقن فرصا لأي عمل كان، وبالتالي لم يترددن لحظة عن القيام بهذا المشروع المصغر.

واتخذت تلك النساء من صناعة الحلويات وإعداد وجبات الطعام المنزلية مشروعا من بيوتهن الصغيرة المتواضعة لتقمن بتسويق تلك المنتجات بأنفسهن، حتى يلقى إقبالا جيدا، وبالتالي ينعكس على المردود المادي.

تقول السيدة سمر، وهي إحدى المشاركات في المشروع “إن مشروعنا هذا هو عبارة عن صناعة الحلويات الباردة والكيك والفطائر إلى جانب تحضير وجبات للغداء حسب الطلب، نقوم بتحضيرها في منزلي بمساعدة إحدى الزميلات مع الاعتماد على شبكات التواصل الاجتماعي لتسويق منتجنا”.

وعن التسويق الإلكتروني، تقول حياة، وهي أيضا مشاركة “التسويق عبر شبكة الأنترنت جعل الأمر سهلا للانتشار من خلال صفحتي على الفيس بوك خاصة مع شريكاتي بالمشروع، وأنني أعمل بالإضافة إلى الحلويات بالتسويق الالكتروني للعديد من المنتجات (ألبسة، أحذية، أدوات الكترونية)”.

وعن بدايات المشروع، تقول السيدة جميلة، وهي أولى المبادرات بهذا المشروع “أطلقت مشروعي ببيتي، ومن ثم تلاقينا أنا ومجموعة سيدات على أن نتعاون معا، فهو أقل جهد بالنسبة لنا في التنقل وأقل كلفة من أجور وضرائب وأكثر نظافة واهتمام باختيار المواد بجودة عالية مع مراعاة عدم زيادة كلف إضافية والبيع بسعر التكلفة للمادة بما يتناسب مع الزيادة المتسارعة للأسعار. عموما نسعى إلى تقديم منتج بنكهة طيبة وجودة عالية وبسعر الكلفة لاستقطاب الزبائن”.

تقول سيدة أخرى رفضت حتى ذكر اسمها “انطلق مشروعنا منذ أكثر من4سنوات بانتشار بسيط وضمن حيز ضيق بتحضير الحلويات الباردة بطريقة شهية مثل (تشيزكيك، تيراميسو، بان كيك، كريب، كيك الجيلي)”.

وتشير السيدة أم أمجد، وهي من الطباخات الماهرات باعترافهن، إلى أن علم تقديم الوجبات يحتاج لفن وعلم وثقافة، وتوضح “نحن لم نقف عند صناعة الحلويات بل بدأنا نتعلم على تحضير بعض أصناف الحلويات والعصائر والسلطات والمشاريب، كنا نركز على فكرة التحضير لأنها أهم من التطبيق، كما أن الزينة هي الذوق الذي يجذب الزبون”.

وتضيف “تعلمنا كيف تتم الإضافة إلى المواد التي نحتاج لنعطي النكهة الخاصة التي يتميز بها عملنا بإضافة تفاصيل بسيطة ومقادير محددة لإعطاء نكهة خاصة”.

وترى إحدى المشاركات في المشروع أن “الإصرار على العمل وراء نجاح أي مشروع وإن الدعم والتشجيع المعنوي له أثر إيجابي للاستمرار والتنويع بهدف التميز، وفن الطبخ كأي فن وعلم يحتاج دائماً إلى اهتمام ودراسة لتطوير الذات وتقديم الأفضل دائماً، فأنا أتابع دورات على تويتر واليوتيوب أقوم بترجمة الفيديوهات بجهد شخصي لكسب الأفكار والخبرة ومعرفة أصناف ونكهات جديدة”.

تقول السيدة بديعة، وهي من ضمن المشاركات أيضا “الصعوبات التي نعاني منها انقطاع التيار الكهربائي، غلاء الغاز إذا توفر، وغلاء المواد الغذائية وعدم توفر الكثير منها، بالإضافة إلى أن فكرة استئجار محل فكرة مستحيلة بسبب ارتفاع الإيجارات وسيبقى هذا حلمنا للمستقبل معمل لإنتاج كل أنواع الحلويات”.

وتضيف “أنا أؤمن أن فكرة بسيطة يمكن أن تكون مشروع المستقبل، وإن الحياة مع مقولة (اسعَ يا عبدي حتى أسعى معك) والمرأة قادرة أن تكون منتجة من بيتها وبإمكانات محدودة”.

تقرير/ ا ـ ن