لكل السوريين

خمسة أطفال اثنان منهم لديهم مرض دماغي.. أرملة تعيش مرارة الجوع ومرض الأطفال والفقر في آن واحد

السوري/ الرقة ـ المرأة والحرب مأساة لم تنتهي، حتى اليوم، فكل يوم يمر تزداد فيه معاناة السوريين، وتكون القساوة أكبر عندما تكون امرأة معيلة أهلكتها الحرب، وجعلتها تتحمل مسؤولية أطفال لم يتجاوزا ريعان الطفولة.

وحال حليمة المصطفى ما هو إلا أحد أشكال المعاناة الكبيرة القاسية التي تعيشها مئات الآلاف من النساء السوريات، اللاتي أهلكتهن الحرب وتركتهن يواجهن كافة أشكال الصعوبات الحياتية.

حليمة المهجرة من ريف حماة وتحديدا من منطقة طيبة الإمام، تبلغ من العمر 37 عاما، لديها خمسة أطفال بينهم طفلين يعانون من مشاكل دماغية منذ الولادة.

وكانت حليمة قد نزحت صوب الرقة التي كانت تخضع لسيطرة داعش وقتئذ، قبل أن تعلن قوات سوريا الديمقراطية السيطرة عليها لاحقا.

صحيفتنا التقت بحليمة، والتي بدورها نقلت لمراسلتنا في الرقة المعاناة المأساوية التي تعيشها كل يوم، فتقول “لا شيء أبشع من تجد امرأة تواجه كافة أشكال المآسي، من جوع ومرض ملازم لأطفال يتألمون ولا أستطيع أن أفعل أي شيء”.

وتضيف “بسبب الأوضاع التي آلت إليها مناطقنا في ريف حماة من قصف ومعارك طالت المدنيين قررنا أنا وزوجي المتوفي أن نهاجر صوب المناطق الخالية من الحرب، فكانت الرقة وجهتنا”.

لم يكن الوضع مستقرا في الرقة، فقد كانت تحت سيطرة داعش، وكانت قسد قد أعلنت بداية معارك تحرير المدينة من الإرهاب واجتثاثه منها.

قبل المعركة، كانت حليمة قد استقرت مع زوجها في الرقة، وبدأ هو يعمل بصناعة الأحذية، وفي أحد الأيام وهو في عمله قتل بشظية من صاروخ وسط المدينة.

وعن هذا تقول “كانت فاجعة كبيرة لي عندما تلقيت نبأ وفاته، والأصعب من ذلك أن جثته لم يوجد منها شيء، بحسب أحد المارة الذي شاهد أشلائه تتطاير من على كرسيه الذي كان يجلس عليه في عمله”.

وتقطن حاليا حليمة مع أطفالها الخمسة في بيت للإيجار، ولا معين لها، سوى بعض المساعدات الأهلية “أتلقى مساعدات من أهل الخير وليس لدي عمل، وأطفالي لا يقوون على العمل لأنهم مازالوا صغارا”.

تقرير/ مطيعة الحبيب