لكل السوريين

انعدام الدعم الحكومي يزيد معاناة مزارعين في طرطوس

طرطوس/ ا ـ ن

أدى تراجع الدعم الحكومي لأصحاب بساتين الحمضيات في محافظة طرطوس لتدني مستوى الإنتاج، فأُجبر البعض من المزارعين على قلة الاهتمام ببساتينهم، التي ساهمت بشكل كبير في تدني مستوى الدخل لديهم.

وتحتل محافظة طرطوس الساحلية، المركز الثاني بزراعة أشجار الحمضيات بعد اللاذقية، وكان الإنتاج من الحمضيات فقي فترة ما قبل الأزمة جعل سوريا في المرتبة الثامنة عشر عالميا.

وبعد الأزمة السورية تراجع بشكل كبير الاهتمام الحكومي بالبساتين، حيث أولت الحكومة الاهتمام بالأمور العسكرية والمعارك على حساب الدعم المجتمعي.

ويقول خالد، اسم مستعار لصاحب بستان حمضيات في محافظة طرطوس إن “الخسائر الكبيرة جعلته يقلل من الاهتمام ببستانه الذي كان يدر عليه أرباحا هائلة قبل الأزمة التي تشهدها البلاد”.

ويضيف “لدي 130 شجرة حمضيات، ومنذ 6 سنوات لم أستفد منها شيئا سوى الخسائر المتلاحقة، فالدعم الحكومي انعدم، والأسعار ارتفعت بشكل كبير، حتى باتت التكاليف باهظة جدا لنا، وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه، فلن نستفيد منها شيئا”.

وتقول أم صالح، أرملة، وصاحبة بستان فيه 80 شجرة إن “الإنتاج تراجع بشكل كبير”، معتبرة أن سوء التخطيط وعدم إيلاء الاهتمام الكافي لهذه البساتين التي كانت تلعب دورا كبيرا في إنتاج الحمضيات وتصديرها خارج البلاد هو من ساهم بتراجع الإنتاج.

وتضيف “بعض الأشجار تلفت بسبب الفطريات وعدم تواجد المبيدات، وفي حال تواجدت فإن سعرها يكون غالٍ جدا، ولا نستطيع شراءه، والسماد ارتفع بشكل كبير ما جعلنا نقنن من نسبة السماد المخصصة للأشجار حتى إننا في ثلاثة مواسم متتالية لم نرش أي كيس في البستان، وبالتالي تأثر الإنتاج”.

وكانت محافظتي اللاذقية وطرطوس تنتجان سنويا قرابة 60% من الإنتاج السوري للحمضيات وأشجار الفاكهة، ويعود ذلك، للمناخ الملائم والتربة المناسبة للأشجار، بحسب المهندس الزراعي سامر.

وعلى خلاف الثلاثة أعوام الماضية، سجل الموسم الماضي تحسنا بسيطا في حجم الإنتاج، بحسب ما روى أديب، وهو صاحب بستان بريف طرطوس، معتبر أن ذلك يعود لانحسار العمليات العسكرية في الشمال السورية، ما ساهم إلى سهولة في وصول الأدوية والمبيدات للفلاحين.

وطالب في الوقت عينه بتقديم دعم كبير للفلاحين، حتى يعود الإنتاج رويدا رويدا للتحسن، بعد سنوات عجاف حسب ما وصف.

وناشدت أم عمار، صاحبة بستان في ريف اللاذقية المجاورة، الحكومة، بإيلاء اهتمام أكثر للبساتين في المحافظات الساحلية، معتبرة أن ذلك سيساهم في تطوير زراعة الحمضيات في البلاد، وسينعكس إيجابا على الحمضيات السورية ككل.

واندلعت العام الماضي حرائق واسعة التهمت الكثير من البساتين في محافظات سورية عدة، ما أثر بشكل كبير على آلاف العوائل في المناطق الساحلية.

واتهم ناشطون إيران بافتعال تلك الحرائق، معتبرين أن ذلك يندرج ضمن صراعها في بسط النفوذ على الموارد الاقتصادية في البلاد.