لكل السوريين

ارتفاع أسعار البيض والفروج يدفع سكانا من العاصمة لتربية الدجاج على أسطح المنازل

دمشق/ روزا الأبيض 

دفع ارتفاع سعر الدجاج والفروج، سكان العاصمة دمشق، للعزوف عن شراء لحم الفروج، في وقت أقدم فيه البعض لشراء دجاج بياض بعد أن ارتفع سعر البيض هو الآخر.

ووصل سعر صحن البيض في العاصمة لـ 7500 ليرة سورية، في حين بلغ سعر الكيلو غرام الواحد من الفروج 5700 ليرة.

ويتجه موظفون يقيمون في دمشق لتربية الدجاج في منازلهم لتوفير البيض الذي يشكل سعر الصحن الواحد منه قرابة 10% من الراتب المخصص لهم.

ويبني مربو الدجاج في المنازل قنناً صغيرة داخل حدائق منازلهم، ومن لا يمتلك حديقة يقوم ببناء قناً فوق أسطح المنازل، في حين يقتصر أمر إطعامها على بقايا الطعام والخبز اليابس.

ويستفيد المربي بالدرجة الأولى من البيض، بعد أن وصل سعر البيضة لـ 350 ليرة سورية، ما يوفر عليهم شراء البيض من الراتب الضئيل، الذي لا يصمد في أحسن الأحوال قرابة عشرة أيام من الشهر.

وتشهد أسواق العاصمة غياب رقابة تموينية، جعلها أمام تحكم التجار الذين حتى لو التقوا بدوريات لضبط الأسعار فإن الرشاوى تحول دون تغريمهم.

ويبلغ سعر الدجاجة الواحدة (نوع فرنسي بياض) 7500 ليرة سورية، وهي تعطي شهرياً ما بين 20 و22 بيضة كحد أدنى في حال توفرت لها الأعلاف المناسبة، وتستمر في إنتاج البيض حتى ثلاث سنوات، بحسب أصحاب مداجن.

وذكر سكان من لمراسلتنا في دمشق أنهم باتوا غير قادرين على شراء صحن بيض كامل ويكتفون بشراء ثلاث بيضات أو أربع في اليوم الواحد وربما لعدة أيام.

وقال حسان، موظف في إحدى المؤسسات المدنية، إن السبب الذي دفعه لتربية دجاج فوق سطح منزله هو ارتفاع سعر البيض والفروج على حد سواء، معتبر إياهن أنهن أصبحن من الكماليات.

ورأى أن “السياسات الاقتصادية المدمرة التي تنتهجها الحكومة” هي سبب ما آلت إليه الأحوال.

ومنذ بداية شباط / فبراير الماضي، باع عبد المنعم، وهو صاحب مدجنة بريف دمشق ما يُنيِفُ عن 2500 دجاجة بياضة.

وبحسبه فإن معظم من يشترون الدجاج للاستفادة من بيضه “هم معلمون وموظفون حكوميون يعملون في قطاعات مختلفة، فهناك إقبال كبير لشراء الدجاج.”

ويعتبر صالح، وهو عامل نفاية، أن تربية الدواجن في المنزل تخفف عن المواطن أجور إضافية، وتساهم نوعا ما في خلق بدائل لبعض للطعام، منتقدا التقصير الحكومي وسوء إدارته للوضع الاقتصادي الذي تشهده البلاد.

وضرب مثالاً على أن “ست دجاجات بياضة فقط تكفي لإطعام أسرة تتألف من ثلاثة أفراد شهرياً، بمعدل بيضتين لكل فرد من الأسرة، في حال اعتبرنا أن كل دجاجة تعطي بيضة واحدة في اليوم كحد أدنى.”

وقللت العديد من الأسر داخل دمشق، “بصورة جوهرية من استهلاك اللحوم ومنتجات البيض لذلك باتت تربية الدواجن المنزلية أولوية رئيسية يجب تكريسها داخل السويداء”، بحسب “صالح”.

وأشار إلى أن ذلك يعزز “قدرة الأسر على الصمود في وجه الغلاء الكبير الذي تشهده الأسواق وسط غياب أي دور فاعل للحكومة على المدى المنظور.”