لكل السوريين

الراحل “هيثم كجو” من أبرز هدافي الدوري السوري بكرة القدم

تقرير/ حسين هلال

منذ صغره كان لاعباً بارعاً وهدافاً متميزاً، ولفت الأنظار بشهيته المفتوحة على تسجيل الأهداف واقتناص الفرص خلال المباريات، ورغم مرور فترة طويلة على رحيله بحادث سير مفجع، يبقى هو صاحب الرقم السوري واللاعب الأكثر تسجيلا للأهداف في مباراة واحدة،  عندما سجل (10)أهداف في مرمى نادي “الميادين” في الموسم الكروي 1998/1999 في المباراة التي انتهت بفوز نادي الجهاد بنتيجة( 12/0).

ولمعرفة المزيد عن مسيرة الهداف التاريخي الراحل هيثم كجو، نجد أن بداية انطلاقته كانت ضمن مدرسة صلاح الدين الأيوبي في حي الآشورية، وخلال مشاركته بدوري المدارس لفت الأنظار بموهبته كما لعب مع فريق التصدي أحد أقوى فرق الأحياء الشعبية في مدينة القامشلي، ثم انضم لفرق قواعد نادي الجهاد، وكانت له أول مشاركة رسمية له مع فريق الاشبال في عام 1991، ثم ترفع في العام الذي يليه لفئة الناشئين وتابع  مشاركاته بباقي فئات النادي.

وحقق معها الكثير من الانتصارات والانجازات، وقد كان له دور رئيسي في حصول نادي الجهاد على أول لقب له بفئة الشباب، وهو الفوز ببطولة دوري هذه الفئة عندما سجل هدف الفوز الوحيد على نادي الحرية في عام 1994.

وقد حصل على لقب هداف الدوري لفئة الشباب في نفس الموسم برصيد 25 هدفا، ثم تابع مسيرته وانضم  إلى فريق الرجال وكان له أيضا دور مهم في تحقيق الكثير من النتائج الإيجابية لفريق النادي الذي كان يطلق عليه في الدوري السوري بعبع الشمال، حيث كانت معظم الأندية المشاركة بدوري الدرجة الأولى تحسب له ألف حساب وخاصة في المباريات التي تجري على أرضه وبين جماهيره، وقد برز المرحوم هيثم  في دوري موسم 1998 بشكل واضح و سجل العديد من الأهداف الجميلة والحاسمة، وحصل على لقب هداف الدوري لذلك الموسم برصيد 18 هدفا وكان ترتيبه بالمركز الرابع بالنسبة لهدافي الدوري العربي حسب متابعات وتصنيف الهدافين في الدوريات العربية.

واستمر تميزه بتسجيل الأهداف في الدوري خلال مشاركته مع النادي، حيث كرر إنجازه للمرة الثانية بالحصول على لقب هداف الدوري السوري في عام 2000 برصيد 22 هدفاً ومحققا أيضا المركز الثالث، وفي قائمة متصدري الهدافين في الدوريات السورية منذ انطلاقتها بعد اللاعب عارف الآغا مهاجم حطين، واللاعب رجا رافع من نادي المجد، وبرصيد أكثر من 40 هدفاً سجل 18 منها في موسم 98/99 و22 هدفاً بموسم 2000/2001 تلاه اللاعب كيفورك ماريكيان، كذلك يسجل له أنه نال لقب هداف الدوري السوري لفئة الشباب لأربع سنوات متتالية بين عامي 1993 و1996.

ونظرا لتألقه في الدوري السوري انضم لنادي قوى الأمن الداخلي، الذي كان يضم نخبه من نجوم كرة القدم السورية خلال الفترة ما بين 1996/ 1998، وساهم مع زملائه بالفريق من تحقيق نتائج جيدة بالدوري السوري، وبعد انتهاء الخدمة الإلزامية عاد للعب مع نادي الجهاد من جديد رغم أنه تلقى عرضاً للاحتراف الخارجي من نادي دبا الحصن الإماراتي، إلا أن إدارة النادي  لم توافق له، لحاجة الفريق الماسة له وكان ذلك في عام 2000.

أما عن مسيرته مع منتخب سوريا الوطني فكانت  في عام 1994، عندما تم استدعائه لمنتخب الشباب الذي حصل على  كاس آسيا التي جرت في اليابان،  كذلك تم دعوته أيضا للانضمام لمنتخب الرجال في  عام 2000، الذي كان يستعد للمشاركة في العديد من البطولات العربية والقارية وتصفيات كأس العالم.

وخلال مسيرته الكروية أشاد به الكثير من رفاقه الذين عاصروه ومنهم كابتن نادي الجهاد حسن جاجان، الذي لعب معه مواسم كثيرة ووصفه بالمهاجم الصعب الذي يجيد هز الشباك من مختلف الأماكن، ويضيف عندما يستلم الكرة ضمن منطقة الـ 16 للفريق المنافس فإما أن يحصل على ركلة جزاء أو يحرز هدفاً، وكان أكثر مهاجم تخشاه الأندية وحراس المرمى، هذا الكلام سمعناه كثيراً، وكان شخصاً متواضعاً ويحب زملاءه، و يحب الفوز وإحراز الأهداف، و في إحدى المباريات سجل 10 أهداف لوحده وهو رقم ربما غير متكرر في كل الدول.

كما قال عنه الكابتن موسى شماس من نجوم كرة القدم السورية السابقين، كان هداف بالفطرة ومن طراز نادر يأخذ المكان الأسلم وكان يعرف من أين تؤكل الكتف وأهم صفاته أنه كان ينفذ تعليمات مدربه بحذافيرها.

بقي أن نشير إلى اللاعب هيثم كجو هو من مواليد 1976 ورحل عن عمر يناهز 26 عاماً.