لكل السوريين

بين الأوبئة والإهمال الحكومي.. انتشار مكثف للقمامة بدمشق وريفها

دمشق/ مرجانة إسماعيل

انتشرت في شوارع مدينة دمشق وريفها ظاهرة تراكم النفايات وأكياس القمامة على الأرصفة مترافقة برائحة كريهة جدا مع انتشار الذباب والحشرات الضارة، وذلك بسبب غياب موظفي البلدية وسيارات تنظيف حاويات القمامة، مما دفع المواطنين لحرق القمامة وأدى ذلك إلى تكاثف الدخان بين الحين والآخر في الأجواء، وسط مطالبات بمعالجة موضوع القمامة وترحيلها بسرعة قصوى لتجنب انتشار الأوبئة والأمراض الجرثومية.

واكتظت دمشق منذ سقوط النظام البائد بالبسطات المختلفة وكان منها بسطات الخضار والفواكه، مما زاد الطين بلة في تراكم الأوساخ على الأرصفة، في حين لم تتحرك سوى بعض سيارات البلدية لتنظيف الشوارع وفي مناطق قليلة.

وامتلأت حاويات القمامة أسواق دمشق (البرامكة _ الفحامة _ سوق المواسم _ الزاهرة) الكبيرة ومنها والمتوسطة الحجم والموزعة في الطرقات بسرعة فائقة بمخلفات البسطات، وانتشار الأوساخ من عبوات عصير وبقايا المأكولات على الأرصفة بشكل كبير.

وأما ريف دمشق الجنوبي مثل صحنايا والأشرفية وداريا الكسوة، يلاحظ تصاعد الدخان بين الحين والآخر في الساحات الخالية، بسبب تجميع السكان للقمامة وحرقها، ومع ذلك ماتزال حاويات القمامة ممتلئة بأكوام قمامة ترشح من تحتها مياه ملوثة وتنساب إلى منتصف الطريق، لتنبعث منها روائح كريهة، مع غياب كامل لحملات رش المبيدات الحشرية.

وطالب سكان بإيجاد حل سريع لمشكلة القمامة لتجنب الدخول في دوامة الأمراض والحد من انتشار الأوبئة، لأن المشكلة كبيرة جدا ويجب حلها “قبل وقوع الفأس بالرأس” بحسب تعبيرهم.

وبعد مرور أربعة أشهر على سقوط نظام بشار الأسد، وبالتزامن مع إعلان تشكيل الحكومة الجديدة، تتزايد التحديات الداخلية وخاصة في موضوع الخدمات، في ظل تردي الأوضاع نتيجة سنوات الحرب الطويلة.

وتعاني معظم مدن ريف دمشق من سوء الخدمات على الرغم من التحسن الطفيف والتدريجي لإعادة عجلة الحياة، ومن أبرز هذه المشكلات وأكثرها إلحاحاً تلك المتعلقة بخدمات النظافة.

ولا زالت تشهد منطقة أشرفية صحنايا وضاحية 8 آذار، جنوب العاصمة دمشق، خلال الأسابيع الأخيرة، تراكم النفايات وانتشار أكوام القمامة في الطرقات الرئيسية بشكل كبير، وصلت لحدّ انتشارها على الطريق العام الواصل بين “ضاحية 8 آذار” والأشرفية.

ويقول سكان إن استمرار تراكم القمامة في الطرقات وحول حاويات النفايات مع ارتفاع درجات الحرارة يساهم في انتشار الأمراض والأوبئة وخاصة أن أطفال الحي يلعبون وبجوارهم النفايات.

وباتت الروائح الكريهة تصل إلى داخل البيوت، رغم أن أهالي المنطقة يقومون بمبادرات أهلية كل فترة لجمع النفايات وإزالتها عن الطرقات العامة لحين حلّ المشكلة بشكل منتظم. وتواصلوا مع البلدية وتقدموا بشكاوى وينتظرون الرد بشكل فعليّ وليس وعودا كلاميّة، في إشارة إلى تفاقم أزمة تراكم النفايات في الطرقات وتباطؤ حلها من قبل السلطات المحلية.

في المقابل، تحاول البلديات في المنطقة والمؤسسات الحكومية جاهدة حل أزمة النفايات على قدر الإمكانيات البسيطة والمتاحة، في ظل نقص المعدات واليد العاملة.