لكل السوريين

انتظار التنزيلات أو اللجوء إلى الستوكات أمام ارتفاع أسعار الملابس الشتوية في اللاذقية

تقرير/ سلاف العلي

قفزت أسعار الملابس الشتوية أربعة أضعاف مقارنة بأسعارها خلال الموسم الماضي، في محافظة اللاذقية، على الساحل السوري، لقد ارتفعت أسعار الألبسة الشتوية بنسبة كبيرة مقارنة بالعام الماضي، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف الكهرباء التي وصلت 12 ضعفا، إن أسعار الألبسة الشتوية أغلى من العام الماضي بنحو 30 – 40 %، علما أن الكلفة ارتفعت أكثر من هذه النسبة ولكن التجار لا يستطيعون رفع السعر لأنه لا يتناسب مع القوة الشرائية في السوق الداخلية، وأن سبب الارتفاع يعود لارتفاع تكاليف الكهرباء الصناعية التي أصبحت 12 ضعفا عن العام الماضي، مثل حوامل الطاقة، الجمارك، الضرائب، وسعر الصرف، وأن الأسعار لا تناسب رواتب الموظفين، والألبسة خلال السنوات الأخيرة أصبحت رفاهية.

السيدة أنصاف تصف الحالة وتقول: إن أسعار الملابس الشتوية في محافظة اللاذقية أصبحت خرافية ولا تصدق، أنها قفزت 4 أضعاف عن الموسم الماضي، يكفي أن نعرف أن سعر أي بدل لطفل في الصف الأول سيتجاوز راتب موظف من الدرجة الأولى لمدة شهر ونيف، وسعر البيجامة النسائية وصل إلى 500 ألف ليرة، والبلوزة 250 ألف ليرة كحدّ أدنى، والحذاء الرياضي تجاوز سعره، وبرايي الشخصي ان ارتفاع اﻷسعار نتيجة جشع التجار وغياب الرقابة التموينية، حيث كل تاجر يسعر على هواه، وان ادعاء مديرية التجارة الداخلية بمحافظة اللاذقية، بان آليات التسعير، مراقبة ومتابعة هو ادعاء باطل، وعمليا لا يوجد إجابة وافية حول ارتفاع اﻷسعار وخلفياته وحقيقته وقصصه.

أما السيدة ربا فقد أشارت إلى أن الأكثرية تعتمد مؤخرا على أسواق البالة والمستعمل، في شراء الملابس، وغيرها، نتيجة تدني اﻷجور وتراجع القدرة الشرائية، لقد ارتفعت أسعار الملابس الشتوية إلى مستويات قياسية في اللاذقية، ووصل سعر المعطف الشتوي ذو النوعية الجيدة نوعا ما إلى نصف مليون ل.س، بالتزامن مع زيادة تراجع القيمة الشرائية لليرة السورية وزيادة الضغط على الأسر التأمين الاحتياجات الأساسية، ما دفع بالكثيرين إلى الانتظار لموسم التنزيلات بنهاية الشتاء للشراء هذه الألبسة كما جرت العادة بالسنوات الماضية.

الدكتور عبيدة وهو يحمل دكتوراه بالتاريخ متقاعد وهو رب اسرة أخبرنا: انه في أسواق اللاذقية يبدأ سعر المعطف الشتوي بـ 250 ألف، والكتان 260 ألف، ويزداد بحسب النوع فمثلاً الجاكيت الجلد سعره 540 ألف، بينما وصل سعر الكنزة الشتوية 230 ألف ل.س، مشيرا إلى أن الأسعار تختلف من محل إلى آخر وبحسب المنطقة.

لكن لأصحاب محال الألبسة الشتوية، رأيهم بالأمر، والسيد أبو عصمت صاحب أحد المحال باللاذقية أوضح لنا : أن ارتفاع أسعار الملابس يرجع لعدة أسباب أهمها ارتفاع سعر الدولار وتبدل الأوضاع الاقتصادية بين العام الماضي وهذا العام، بالإضافة إلى أن العديد من المصاريف ازدادت عليهم مثل: أجرة المحل، رواتب الموظفين، وأن الكثير من المحال ازداد أجارها أربعة أضعاف عن العام الماضي أما بالنسبة لموضوع البضائع المخزنة فلا يستطيعون بيعها بسعر منخفض لأن خسارتهم ستكون حتمية، وأن أسعار الملابس الشتوية ازدادت مئة بالمئة عن أسعار العام الماضي والسبب يعود لارتفاع تكاليف الألبسة حيث أن المواد الأولية القماش والخيوط هي مستوردة، إضافة الى أن الحلقات التجارية تلعب دور كبير في اختلاف الأسعار وارتفاعها بشكل غير طبيعي، أي أن كل بائع يفرض السعر الذي يناسبه ويكون أكثر بضعفين على الرغم أن أسواق الجملة تبيعها بسعر مقبول، لقد كانت أسعار الملابس الشتوية في العام الماضي أقل بضعفين وخاصة في فترة التنزيلات ومع ذلك لم يكن الإقبال على شرائها كبير، ما جعل البضائع تبقى لدى أصحابها لهذا العام، حيث كانت أسعار العام الماضي كالتالي: المعطف: الجلد 250 ألف والصوف 90 ألف والكتان 160 ألف لير، أما الكنزة الشتوية فتراوح سعرها بين 40 -80 ألف ل.س، وزاد لهيب الأسعار منذ منتصف تموز الماضي، وشمل جميع السلع والمواد الغذائية، بعد أن تم رفع أسعار المشتقات النفطية (المازوت والبنزين والفيول والغاز السائل)، بالتزامن مع رفع الرواتب والأجور للعاملين في القطاع العام بنسبة 100%.

السيد ماهر وهو مهندس مدني بين لنا: ارتفعت أسعار الملابس وخاصة ملابس اﻷطفال، بنسبة 100 % مقارنة بالسنوات الماضية، لقد باتت أسواق الملابس للفرجة فقط، وأن أسعار ملابس الأطفال لا تسر الخاطر، وبلغ سعر كنزة ولادي قطن 50 ألف ل.س وما فوق، والفستان البناتي يتراوح ما بين 75 ألف ليرة و100 ألف، والأحذية متوسطة الجودة من 65 ألف إلى 125 ألف ل.س.

ولفتت السيدة فاتن إلى فكرة تدوير الملابس، وهي فكرة سادت في ظل الظروف المعيشية القاسية، حيث يعطى الأبن الاصغر، ملابس أخيه الاكبر عمرا، ويتكرر ما يجري كل عام، لكن كل عام أسوأ من الذي سبقه، في ظل ضعف الرواتب واﻷجور، وأحد خيارات السكان تفضيل شراء الملابس الستوك، حيث تعد ستوكات الملابس هي التي تحوي بعض العيوب سواءً بالتصميم أو بنوعية المادة المنتجة أو أحيانا تكون ممزقة بعض الشيء وتحتاج إلى تصليح صغير، كما أنه ليس شرطا أن جميع الستوكات تحتوي على عيوب، بل أحيانا يكون مضى على شرائها وقت طويل ولم تباع، فيتم جمعها وبيعها بأسعار منخفضة للتخلص منها فيطلق عليها ستوكات الألبسة، رغم إن هذه النوعية من الملابس يتم بيعها بالجملة إما لورشات خياطة تعيد إصلاحها بالشكل المناسب لتباع كبضاعة جيدة، أو بيعها للبسطات والتي تعرضها بعيوبها وتضيف عليها مربحا رمزيا، وأحيانا الزبائن تطلبها بشكل مباشر كون أسعارها تنخفض بمقدار النصف عن الألبسة الجيدة، وأسعار الملابس الستوك تبدأ من سعر 15-20 ألف للقطعة، وهذا ما يجذب الأهالي والمارة إليها، وخاصة العمال، يشار إلى أن أسعار الألبسة باتت تثقل كاهل الأهالي، حيث يبدأ سعر بنطال الجينز بـ 60 ألفا والكنزة الشبابية 60 ألفا أما الكنزات النسائية فيبدأ سعرها من 75 ألفا، وسعر القميص 65 ألفا.