تقرير/ سلاف العلي
بتاريخ 27-28-29كانون الثاني ضربت عدة عواصف مطرية وثلجية وبردية مدينة اللاذقية وريفها، وكانت تشتد وتزيد سرعة الرياح ما بعد منتصف الليل.
السيد عبد الكريم من مدينة اللاذقية قال: إن العاصفة البردية التي ضربت مدينة اللاذقية عند منتصف الليل، جعلت البرد يتراكم ويبقى في عدة مواقع وخاصة في حي قنينص وشارع الكورنيش الغربي، وقطعت الطرقات لعدة ساعات، ثم عملت ورشات الطوارئ المناوبة في الليل وحتى الصباح، على إزالة بقايا البرد المتراكم بالمعدات الهندسية، وتم فتح الطرقات المغلقة في المدينة.
أما المهندسة بتول الموظفة ببلدية المدينة، قالت: طيلة ثلاث أيام بالليل والنهار، وبالظروف الصعبة والأجواء القاسية والبرد القارس، استمرت أعمال ورشات مجلس مدينة اللاذقية، والشركة العامة للصرف الصحي بمؤازرة من الدفاع المدني وفوج الإطفاء في تنظيف وتعزيل الفوهات المطرية في الشوارع التي أغلقت نتيجة تراكم الأوساخ في الشوارع وهبوب الرياح القوية وغزارة الأمطار والبرد، ومراقبة جميع المحاور في المدينة وريفها بالتعاون مع شرطة المرور.
السيد حسين وهو مهندس زراعي في إرشادية بسنادا أعلمنا: أنه قد تم تشكيل لجنة لإحصاء أضرار الفيضانات في الريف القريب من المدينة وبالتعاون مع الأهالي ولجان الاحياء، على أن تنجز عملها خلال أيام، وهنالك مطالبات من الأهالي بالتعويض الكامل للمتضررين لعدم قدرتهم على تجاوز آثار الكارثة وتبعاتها، وعلى أن يتم حصر أضرار الفيضانات التي شهدتها العديد من قرى منطقة اللاذقية : بسنادا – دمسرخو- سنجوان – سقوبين –ضاحية تشرين – المروج – البيضا – قسطل معاف – البصة –القطرية – الهنادي – وقرى أخرى في الريف القريب من المدينة، وذكر بأن عدد من المتضررين في تلك القرى أنهم مازالوا تحت هول الكارثة التي ألمت بهم التي جعلت منطقتهم منطقة منكوبة قولا وفعلا تستحق من الحكومة كامل الرعاية والتعويض حتى يتمكنوا من إعادة الحياة إلى مصدر عيشهم وعيش أولادهم ومصدر من مصادر الإنتاج الوطني، وتمنوا أن تتمكن اللجان من إحصاء الأضرار بدقة وموضوعية ورفعها قريبا للجهات المسؤولة ليتم التعويض بشكل فوري حتى يتمكنوا من إعادة الأمور والموسم الزراعي إلى ما كان عليه قبل فوات الأوان.
السيد أبو جوزيف وهو مهندس زراعي موظف في إحدى الإرشاديات القريبة من المدينة أوضح لنا: أن حصر الأضرار سيتم في كل قرى المنطقة بشكل دقيق مع عدم إغفال أي ضرر عند أي مزارع، والتأكيد على المزارعين المتضررين والذين ظهرت في محاصيلهم بعض الأمراض الفطرية والبكتيرية التقيد بالإرشادات الفنية الواجب تنفيذها في هذه الفترة واتخاذ الإجراءات المناسبة كالتخلص من جميع النباتات وأجزاء النباتات المصابة والرش بالمبيدات الفطرية المتخصصة لحماية محاصيلهم، وضرورة إضافة دفعة سمادية للمحاصيل الحقلية وخاصة القمح ما أمكن، لافتا إلى أن أعمال حصر الأضرار ستستمر من اللجنة الرئيسية واللجان الفرعية المشكلة بالتعاون مع الأهالي والارشاديات والمزارعين، وقال: اللجان الفرعية تقوم بعملها على أكمل وجه لكن أحيانا الظروف الجوية وخاصة أثناء الهطولات المطرية الغزيرة تؤثر في عمل اللجان ورغم ذلك سيواصلون العمل، منوها بوجود تقدم بنتائج الحصر ضمن المهلة المحددة لعمل هذه اللجان، حيث يجب أن تسلم اللجان المكانية محاضرها في منتصف الشهر الحالي إلى اللجنة الرئيسية ومديرية الكوارث ومديرية الزراعة لتدقيق المحاضر.
السيدة حلا وهي مهندسة زراعية أوضحت: أن اللجان المكانية في كل قرية متضررة تضم ممثلين عن الجمعية الفلاحية والوحدة الإرشادية والوحدة الإدارية وهؤلاء من أبناء المنطقة ويعرفون معاناة أهلها في الزراعة وبالتالي هم حريصون كل الحرص على عدم إغفال أي ضرر لحق بالفلاحين بشكل خاص والمواطنين بشكل عام ، وهنالك مشرفين يتابعون العمل ميدانيا، والأمل كبير برفع نتائج إحصاء الأضرار قريبا وأن يتم التعويض الكامل للمتضررين وليس الجزئي، وبينت قائلة : أن اللجان المكانية في القرى المتضررة تقوم بعملها منذ تكليفها وحتى الآن رغم ظروف الطقس الصعبة، مؤكدة تسجيل كل الأضرار الحاصلة سواء في الأراضي والأشجار أم الأنفاق البلاستيكية أو البيوت، وبزيارة المناطق المتضررة تبين أن الأضرار كبيرة جدا وأنه لابد أن يتم تعويض المتضررين بأكثر مما ينص عليه نظام صندوق التخفيف من الأضرار والكوارث، لأن الفيضانات شكلت كارثة كبيرة عليهم لا يمكنهم تحمل نتائجها ولا معالجة آثارها.