تقرير/ جمانة الخالد
يدفع الفقر والانهيار الاقتصادي الذي تشهده سوريا، أهالي حماة إلى شراء الألبسة المستعملة “البالة” وتصليحها عند الخياطين، الذي تغيرت طبيعة مهنتهم وانتقلت من الخياطة وتفصيل الملابس إلى تصليحها.
وكانت أسعار الملابس الشتوية قد تضاعفت أواخر العام الماضي، بنسبة تزيد على 100 في المئة في سوريا عموما، ليصبح فصل الشتاء عبئاً ثقيلاً على كثير من العائلات في ظل الوضع الاقتصادي المتردي.
لم تساعد الظروف المادية الصعبة الخياطين على تطوير ورشاتهم، ودفعت الأزمة الاقتصادية وتدني الدخل الناس لشراء الملابس المستعملة وإصلاحها بدلاً من شراء ثياب جديدة.
تعرف البالة أنها ملابس مستوردة من الخارج وفي الأصل مستعملة استعمال أوروبي خفيف جداً ونظيف، ويصنف سعرها وجودتها حسب بلد الاستيراد، كالبالة التركية أو الألمانية أو الإيطالية الأكثر قيمة.
وتصل هذه الثياب إلى سورية عبر موانئ البلاد في “كانتونات” يتم شحنها من أوروبا غالباً، ليتم تفريغها ونقلها إلى مشتريها، ليقوموا بترتيبها وغسلها وكيّها لاحقاً.
وتشمل البالة الثياب والأحذية والاكسسوارات، ورغم أنها كانت حكراً على الفقراء، صارت اليوم موضة كل الفئات ومنهم الميسورين سابقاً، ممن تقلصت قدرتهم الشرائية مع انهيار قيمة الليرة.
يجمع كل المواطنين على أن أسعار ثياب البالة خيالية بالنسبة لمتوسط الراتب حتى بعد الزيادات، فالإقبال ضعيف على الشراء ويقتصر على المشاهدة.
وبحسب قول أحد المواطنين في حي النزهة “لم يعد هناك فرق بين الثياب الجديدة والبالة فكلاهما “نار”، إلا أن “الكحل أحسن من العما”، حيث قد نستطيع شراء قطعة أو اثنتين من البالة لكن ذلك مستحيل في حال أردنا شرائها جديدة.
يذكر أن أسواق البالة انتشرت بشكل كبير مع بدء الأزمة وتراجع القوة الشرائية لدى المواطن مع ارتفاع سعر الألبسة الجاهزة حتى خصص شوارع محددة للبيع كشارع الرداء الحديث في حمص.