لكل السوريين

الذي يدفع ينجح.. رسوم لا علاقة لها تزيد من تكاليف الحصول على رخصة قيادة في حماة

حماة/ سامر الحمد 

بات أمر الحصول على رخصة قيادة في حماة أشبه بمعادلة مدرسية، حيث إن الذي يدفع رشاوي كثيرة يكسب وقتا كثيرا، على عكس الذين يمتنعون عن دفع الرشى أو لا يملكون ثمن الرشوة.

وتفرض مدارس تعليم قيادة المركبات في محافظة حماة رسوما إضافية على المواطنين، بينها دفع رشى، ما أثار امتعاض العديد من الأهالي.

ويقول خالد، الذي عجز عن استخراج الرخصة على الرغم من تقدمه للامتحان في ستة دورات متتالية، إن “الرسوم التي لا علاقة لها بالموضوع أساسا هي احتيال على القانون، حيث يطلبون مننا دفع رسوم ضمان النجاح، والبعض ليس لديهم القدرة على دفعها”.

ولا يملك الكثير من الراغبين في استخراج الرخصة سوى خيار دفع تلك الرسوم، ليكفوا عن أنفسهم عناء الوقت الطويل واحتمالية الرسوب الكبيرة، حتى لو كنت على دراية تامة بأمور الامتحان، بحسب خالد.

ويبلغ عدد مدارس تعليم قيادة السيارات في حماة، أربع مدارس وهي مدرسة أبي الفدا والأهلية وعهد ومدرسة مورك.

ويسجل من يرغب في الحصول على رخصة قيادة السيارات العامة أو الخاصة في تلك المدارس ويتم تدريبهم وإعطاؤهم دروساً قبل إجراء امتحان نظري واختبار عملي بإشراف ضباط وموظفين من مديرية المرور.

حسين، شاب من سكان حي جنوب الملعب، يقول “قائمة الناجحين توضع استنادا للرشاوي المدفوعة، فمن يدفع أكثر يحصل على درجات أكثر، ويتم دفع الرسوم في امتحان القيادة، وقبل التقدم حتى، ومن ثم تجري الفحوص في مديرية المرور، وهناك يدفع قرابة 30 ألف ليرة كرسم للحصول على رخصة”.

وتتراوح أسعار رسوم التسجيل في تلك المدارس بين 70 و90 ألف ليرة سورية.

ويرفض الكثير من المتقدمين دفع الرسوم العالية، حيث أن أغلبهم يمتلكون الخبرة التي تؤهلهم للنجاح في اختبار القيادة، وليسوا مضطرين لدفع رسوم لا علاقة لها بالرخص أصلا، بحسب فادي، وهو اسم مستعار لشاب رفض دفع الرسوم ووجد اسمه بين الراسبين، رغم خبرته العالية حسب قوله.

وأضاف فادي، أنه أجاب عن الأسئلة في الاختبارين النظري والعملي بشكل ممتاز وقمت بقيادة السيارة كما طلب مني الضابط، ولكن تفاجأت بأنهم سجلوني رسوب.

ولم يجد سبيلا سوى إعادة الدورة التالية، ودفع رسوم الضمان، وبذلك نجح حتى بدون الحاجة لخوص الاختبار.

ولا يحتاج الذي لا يجيد القيادة سوى لسداد رسوم ضمان النجاح ليحصل على رخصة قيادة، حتى لو كان لا يجيد تشغيل السيارة، بحسب فادي.

وأدى ذلك لكثرة الحوادث المرورية في حماة، حيث وصل عدد الحوادث لـ 165 حادثة منذ بداية العام الحالي، بحسب رئيس الطبابة الشرعية.

وفي السابع عشر من الشهر الجاري، قضى أربعة طلاب جامعيين، وأصيب عشرة آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، جراء تدهور حافلة نقل في ريف حماة.