لكل السوريين

أبرزها التهريب وتراجع القدرة الشرائية.. انخفاض كبير لأسعار الفروج في طرطوس

طرطوس/ ا ـ ن 

 

تشهد أسعار الفروج في محافظة طرطوس، غربي سوريا، انخفاضا كبيرا في الآونة الأخيرة، ما جعل حركة الإقبال عليه تتحرك بعض الشيء بعد ركود وصل في أعلى مستوياته لعزوف شبه تام عن شراء لحم الفروج، كما الأغنام في فترات طويلة في المحافظة.

 

وأعلنت لجنة مربي الدواجن في طرطوس، أن سبب انخفاض سعر الفروج خلال الفترة الحالية يعود إلى عمليات التهريب للفروج من لبنان إلى المداجن الحدودية في طرطوس. وتم التوضيح من قبل صاحب محل لبيع الفروج في مدينة طرطوس ويدعى أبو يوسف الابراهيم، حيث قال لنا: الأسعار المنخفضة للفروج بهذا الوقت انما سببه المباشر التهريب من لبنان, لأن الفروج هبط سعره بشكل مفاجئ وكبير في لبنان، جرى تهريب كميات كبير من الفروج إلى بلدنا سورية عبر الحدود, إذ بلغ سعر الكيلو الواحد5800 ليرة سورية، بعد أن كان سعره سبعة آلاف ليرة، وهذا ما أدى الى “خسارة كبيرة” للمربين لأن كلفة التربية  عندنا تتراوح بين ال7000 الى 7500 ليرة سورية.

 

أبو أحمد محسن، وهو صاحب محل لبيع الفروج في بانياس أشار لنا قائلا: “لقد تم تهريب الفروج من لبنان لعدة أيام، وكميات كبيرة وانتشر الفروج المهرب أكثر مدن المحافظة، ونتيجة تذمر وشكاوى مربي الفروج بالمحافظة، قامت الحكومة السورية بمدينة طرطوس بمكافحتها ومصادرة كل ما يتم تهريبه، مما أدى الى تباطؤ هذه العملية ويمكنني ان نقول ربما توقف تهريب الفروج من لبنان نهائيا”.

 

كريم صاحب محل اخر لبيع الفروج بطرطوس، أضاف نقطة مختلفة عما قيل سابقا وهي: “الأسعار الحالية من المستحيل بقاءها على حالها، وهذه الأسعار غير عادلة ولا منصفة للمربين وظلم لهم، وبكل تأكيد سترتفع خلال الفترة المقبلة، إذ سيلجأ المربون للاحتفاظ بالفروج لحين ارتفاع الأسعار وعلى أن تكون متناسبة مع تعبهم ومصروفاتهم، ويستطيعون استرجاع مصاريفهم وتحقيق قليلا من الربح, بالرغم من ان هنالك وجود ضعف في الإقبال على شراء الفروج , خلال هذه الأيام, وهذا يرجع الى بسبب ضعف القوة الشرائية للسكان، وأن الاهتمام الأساسي لدى الأهالي في الفترة الحالية, متركز  على الامتحانات الفصلية  وامتحانات الشهادتين الأساسية والبكالوريا”.

 

أبو جواد ولديه مدجنة قريبة من مدينة طرطوس، على طريق طرطوس –الدريكيش، قال لنا: “ما حدث من عملية تهريب للفروج من لبنان كان ظالما لنا واساء لنا, ولا نستطيع أن نبيع بالأسعار التي انتشرت بالأسواق, وأكد أن ارتفاع تكلفة تربية الفروج يرجع إلى أسباب رئيسية تتعلق بارتفاع تكلفة الأعلاف التي تأتي مستوردة بالقطع الأجنبي من خارج سورية، فمثلا تراوح سعر الكيلو غرام من فول الصويا ما بين 3500 الى 4000 ليرة سورية,  بينما مادة الذرة الصفراء, فان سعر مبيع الكلغ في السوق انخفض ووصل حاليا إلى نحو 2250 ليرة”.

 

وأوضح أبو خالد صاحب مدجنة على طريق المرقب بريف بانياس: أن كيلو الفروج يكلف المربي على الاقل 7500 ليرة سورية، وتم تحديد سعر الكيلو في النشرة التموينية الأخيرة بـ7200 ليرة، معتبرا أن المربي وفقا للأسعار المحددة في النشرة التموينية يعتبر خاسرا. كما أشار إلى أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تشتري الفروج من المسالخ وليس من المربين، وتحدد سعر الفروج وقطعه في نشراتها وفقا للأسعار التي تشتري بها المسالخ التي تخفض بدورها الأسعار بشكل يومي تقريبا لتصريف البضائع الموجودة لديها.

 

وأبو مالك صاحب محل لبيع الفروج الحي والمذبوح وقطع الفروج المختلف والسودة والبيض، وهو محل كبير، على الشارع الرئيسي بصافيتا، فقد قال لنا مختصرا كل الكلام كالتالي: أن تصريف الفروج ضعيف جدا بسبب ضعف القوة الشرائية للمواطن، ما أدى إلى انخفاض أسعاره، ويضاف الى ذلك عامل التهريب من لبنان الذي حدث مؤخرا، ولكن المواطنون يركزون خلال الفترة الحالية على شراء البازلاء والفول والثوم من أجل المؤونة، ونتيجة لذلك انخفضت أسعار الفروج في السوق، وخلال شهر رمضان الماضي، ارتفعت أسعار الفروج بسبب زيادة الطلب عليه.

 

ونضيف معلومة أخرى انتشرت وتوافقت مع ارتفاع أسعار اللحوم بمختلف أنواعها, وهروب الأهالي من شرائها, نتيجة انخفاض قدرتهم الشرائية، انتشرت ورشات الفروج المطحون, ومنها من يعمل على خلط بقاياه باللحم وبيعها للمستهلكين بسعر منخفض، إذ تعمل الورشات على فرم بقايا الدجاج وفضلاته وطحن العظام والغضاريف وخلطها مع اللحوم وتحويلها إلى كباب ناعم من أجل بيعه.