الرقة/ صالح اسماعيل
يعد الحصاد وجني المحاصيل الزراعية بالطرق اليدوية من الأعمال التي انتشرت في منطقة وادي الفرات منذ بداية انتشار الزراعة وحتى دخول الآلات الزراعية الحديثة التي باتت تأخذ القسم الأكبر من العملية الزراعية وخصوصاً في جني المحاصيل (القمح والشعير)، والحصول على الأعلاف (التبن الأبيض)، حيث باتت الطرق اليدوية وأدواتها الخاصة من الأعمال القليلة التي يلجأ إليها المزارعين في زراعتها.
وعلى غرار السنوات السابقة يتجه العديد من المزارعين في ريف الرقة الشمالي لجني محصول القمح والشعير بالطرق اليدوية، وخصوصاً في الأراضي التي تأثرت بعوامل جوية متقلبة غير مسبوقة انعكست بشكل سلبي على المحاصيل الزراعية، وأدت إلى فقدان المحاصيل الزراعية لنموها الطبيعي، حيث يساعد العمل اليدوي على جمع المحصول بشكل أفضل من الآلات الزراعية الحديثة.
وتتزامن فترة جني المحصول بالطرق اليدوية مع دخول موسم الحصاد، منذ منتصف شهر أيار حيث يبدأ موسم حصاد محصول (الشعير والفول)، وتليه موسم القمح، وله أدواته الخاصة (المنجل، المذراة)، حيث يقوم العمال بجز المحصول وتجميعه على شكل بيادر، ومن ثم درسه بالآلات الزراعية (الحصادة).
الفلاح خلف العويد من ريف الرقة الشمالي يقول: في هذا العام اتجهنا لجني محصول القمح بالطريقة اليدوية، وذلك بسبب تأثر المحصول بالتقلبات الجوية الأخيرة من أمطار ورياح أدت لسقوط المحصول ونموه بشكل غير طبيعي، مما شكل صعوبة كبيرة من جنيه بشكل مباشر عن طريق الآلات الزراعية الحديثة.
وأضاف العويد طرق الحصاد اليدوية من الأعمال المنتشرة في منطقة وادي الفرات حيث المساحات الزراعية الوفيرة، وبالرغم من تأثرها بظهور الآلات الزراعية الحديثة إلا أن المزارعين في منطقة الرقة وريفها لا يستغنون عن العمل اليدوي وأدواته، حيث تساعدهم بجمع محاصيلهم الزراعية.
ومن جانبها بينت فاطمة العلي بأن العمل اليدوي بجنب المحاصيل الزراعية بشكل مصدر رزق تعيل من خلاله عائلتها المؤلفة من خمسة أشخاص، ويعد العمل بالنسبة لها ولجميع العاملين موسم يستفيدون منه في تأمين مستلزمات المعيشة، وخصوصاً للارتفاع أجور الحصاد اليدوي لهذا الموسم حيث بلغ سعر حصاد محصول القمح والشعير بالطرق اليدوية (٣٥٠٠٠-٤٠٠٠٠(ليرة سورية للدونم الواحد، بالإضافة للعديد من الأعمال الأخرى التي يوفرها موسم جني المحصول مثل جمع التبن الأبيض وتعبئته.