لكل السوريين

المنقلة التراث العريق والمسلي الوحيد لكبار السن في الرقة

الرقة/ مطيعة الحبيب  

تعد المنقلة من أكثر الالعاب التراثية التي لازالت محافظة على أصالتها بالنسبة للمسنين في جميع البلدان العربية، وخصوصا المناطق الشعبية والأرياف كمدينة الرقة، حيث تجمع اللعبة كبار السن على وجه الخصوص للمنافسة والتي يحضرها جوٌ من البهجة والفرح، وتكتسب المنقلة شهرتها نتيجة وجودها في الذاكرة الجمعية للمجتمع الرقاوي وارتباطها بالترفيه “والهرجة الحلوة” كما يقول البعض.

يقول رحيم الشيخ حسن وهو من أهالي الرقة ويسكن في حارة البدو، أنه يمارس اللعبة منذ أن كان صغيراً وتعلق بها نتيجة حبه للأجواء التي ترافقها حيث كان يجلس والده وأصدقها من هم في عمره، وكان “يستمتع جداً” بحسب وصفه، بالأجواء التي ترافق لعبة المنقلة وكيف كانوا يتحدثون أثناء لعبهم عن مغامراتهم.

وتعلّم رحيم الحسن (73عام) لعبة المنقلة من والده حيث كان يراقب كيفية لعبهم، كنت أنظر بتمعّن إلى كيفية اللعب بها ونقل الحجرات وتوزيعها في الحفر، كما كانوا أولاد الحي يقلدون الكبار، كانوا يقومون بحفر حفر في الأرض لكي يمارسون هذه اللعبة للتسلية.

والمنقلة هي عبارة عن قطعتين مستطيلتين من الخشب، يوجد فيها أربع عشر حفرةً، في كل قطعة سبعة حفر، وتحتوي هذه اللعبة على لاعبين متقابلين وتسعة وأربعين حجراً، يقوم كل لاعب منهم برمي في كل حفرة سبعة حجرات، ومن شروط اللعبة رمي عدد فردي من الحجارة وليست زوجي وفي حال رمي حجرات عدد زوجي يعتبرون اللعبة فيها غش.

وأضاف الشيخ حسن أن الفائز باللعبة، من يقوم بجمع الحصى من حفرة أو أكثر ليضيفها إلى ما لديه سابقاً، كما أن هذه اللعبة ليس لها وقت محدد، أحياناً تأخذ معهم وقت من الصباح إلى المساء، كما أنها تحتاج إلى مهارات ذهنية وذكاء وتركيز التفكير، والعد الحسابي السريع التي تجعل أحد الطرفين هو الفائز.

وبحسب ما قال رحيم لاتزال إلى يومنا هذا تزين سهراتهم ومجالسهم بين الأصدقاء والجوار فهي سهلة التنقل لدى كبار العمر، وعلى الرغم من تطور العصر الحديث والحياة الاجتماعية والترفيهية من وسائل جديدة للتسلية والتواصل الاجتماعي، إلّا أن أغلب شباب هذه الجيل الصاعد يرغبون بتعلم هذه اللعبة التراثية من خلال الرجال المعمرين، أن كانوا من اقاربهم أو من الجوار، وهذا ما يعطي طابع جميل وتمييز لهذه اللعبة التراثية واستمرار حضورها ومتابعتها بين جميع البلدان.