لكل السوريين

الثقافة والفن تزدهر في مدينة الرقة من جديد

تقرير /أحمد سلامة

تزدهر الحركة الثقافية في الرقة بشكل ملحوظ في السنوات الماضية التي تلت فترة حكم داعش، التي أثرت على التطور والتقدم الثقافي والحضاري إن كان من قراءة الكتب والمطالعة ومواكبة التحديث والتطور في مدينة الرقة من الناحية الفكرية والثقافية، وانتشار العلم والمعرفة والتي من شأنها أن تطور مناطق شمال شرق سوريا ككل ومدينة الرقة على وجه الخصوص.

وبهذا الصدد أجرت صحيفتنا (السوري) جولة في المركز الثقافي في مدينة الرقة، واطلعّنا على أقسام المركز بشكل عام، وكان لنا لقاء مع الرئاسة المشتركة “سعد كحيص” الذي أعطانا واطلعنا على المركز، وكيفية العمل فيه والدورات والأمسيات والندوات التي يقوم بها المركز على مدار العام.

وأشار الكحيص لأيام الحرب التي شهدتها المدينة وأصبحت في جهل وظلام، وخاصة بعد تدمير المركز الثقافي القديم الذي دُفن واحترق ومزق تحتها الكثير من الكتب المهمة، والأدبيات والقصائد الشعرية، بحيث لم نستطيع جمع إلا القليل منها فقد كانت المكتبة تضم المئات والآلاف من الكتب التي ضاع الكثير منها.

وقال “بعد التحرير كان هناك مجهود كبير مجلس الرقة المدني استطعنا أن نعيد إعمار المركز الثقافي وإعادة الكتب إليه، وذلك بعد فترة بسيطة جداً بجهود مثقفين المدينة، وبذلك أصبح المركز يستقبل المتدربين والمساهمين بتفعيل وإعادة الدور الثقافي والفكري للمركز.

وعن سؤالنا عن أقسام المركز الثقافي قال الرئيس المشترك أن هناك “مكتب الموسيقا” ويضم عدة عازفين على الآلات العود والكمان والناي والبزق غيرها، وهم ماهرين جداً، وقد قمنا بدورة تدريبية للأطفال من إخراج عازفين على جميع الآلات، وهناك إقبال كبير من قبل الاهالي على هذه الدورة وإرسال أطفالهم.

وتابع حديثه مكتب التراث الذي هو يعبر ويحافظ على تراثنا، وهو أهم قسم كونها يحافظ على هوية مدينة الرقة، من عادات وتقاليد وغيرها من الأمور التي تمثل تراثنا وحضارتنا وتاريخنا القديم والمعاصر، من شعر وأغاني ريفية وزمارة وقمنا بمشاركات كثيرة من خلال الرقة الشعبية الفلكلورية.

وذكر سعد الكحيص أن هناك صالة للرسم ومكتب النحت، الذي من خلاله يقوم الفنانين بنحت التماثيل ورسم اللوحات الجميلة التي تعبر عن الواقع الذي مرت به المدينة في السنوات السابقة، وهناك مكتب المسرح الذي يضم الصالة الكبيرة التي نقوم بإحياء المسرحيات والندوات والأمسيات على خشبتها بحضور الجماهير المثقفة والمتعطشة للفن.

وأيضاً مكتب الادب الذي يعتبر مهم جداً لما له دور من التنسيق بين المفكرين والأدباء والشعراء، وتنسيق للأمسيات والندوات والمسرحيات والمهرجانات مثل “مهرجان الطفل “، وهم مبدعون وأدباء وشعراء ومثقفين كالأديبة فوزية المرعي، وعز الدين المرعي، وشواخ الأحمد، وغيرهم من الأدباء والمثقفين الذين لهم التأثير على حضارة المدينة.

والجدير بالذكر أن المركز الثقافي في مدينة الرقة دُمر بالكامل في الحرب الأخيرة ضد داعش، ولكن بعد التحرير أُعيد بناء المركز وإقامة الفعاليات الثقافية والمهرجانات في المدينة، وتزويده بالكتب والمدونات التي كما هو معلوم اُتلفت، واستطاع المثقفين والشخصيات الأدبية إعادة الطابع الثقافي والفني ومواكبتها للعديد من الأمسيات الشعرية، ليعود لمدينة الرقة وجهها الإبداعي والفكري التي كانت عليه في السنوات التي سبقت الحرب.