لكل السوريين

ازالة البسطات والأكشاك بطرطوس وتعويض أصحابها بالحقد والكراهية

طرطوس/ اـ ن

قامت قوات الشرطة ورجالات التموين البواسل وبواشق مجلس المدينة ونمور البلدية في طرطوس بشن هجوم ساحق وماحق مستعملين مختلف صنوف الأسلحة الفردية من عصا كهربائية والاحذية العسكرية والمدنية والايدي والارجل، على اصحاب البسطات الذين خربوا القوة الشرائية للمواطن في شوارع المدينة والذين دمروا الاقتصاد والاسعار في المدينة.

يعول اصحاب البسطات والأكشاك في طرطوس على اصحاب القرار، ذاكرين ان مثل هذه الخطوة بمثابة قطع لأرزاقنا ولقمة عيشنا، اضافة إلى زرع كمية من الحقد والكراهية والالم داخل المواطن صاحب البسطة؛ بعد مصادرة مصدر رزقه الوحيد.

أبو سليمان صاحب بسطة في شارع المشبكة منذ أكثر من عشر سنوات، ويتناوب مع ولديه على البسطة، ولديه خمسة أولاد وجميعهم بالمدارس ويسكن في العشوائية جانب المشفى الوطني قال لنا: “الحمد لله انتصروا على الارهاب بإدلب بتكسيرهم للبسطة ومصادرة بضاعتي ونهبها، ولا نعرف لماذا ولم يهددونا او يخبرونا بترك المكان، نحن اليوم في الهاوية ومقبلون على أيام سوداء اقتصاديا، إذا لم يحدث تغيير اقتصادي كامل وجذري”.

أبو نجدت بائع بسطة في سوق البرانية ويشتغل على البسطة وبنفس المكان منذ سبع سنوات وبنفس المصلحة يبيع أدوات المكياج والمسبحات وبعض الإكسسوارات النسائية، ومسؤول عن والده المريض وعن دواءه وعن امه واختيه قال لنا: “لم ينذرنا أحد ولم يبلغنا أحد بإخلاء الرصيف لا من الشرطة ولا البلدية ولا مجلس المدينة، دمروا البسطة وصادروا كل الأغراض بحجة وجود مواد مهربة ولم يفتشوها وسأحتاج الى تذكر كل شيء تمت مصادرته وسيتم تحويل القضية الى القضاء وسأتقدم بطلب من اجل استرجاع المصادرات؛ هذا اذا وافق القاضي على ذلك، وخاصة انها لا تتضمن أية مادة مهربة”.

وأشار، يبدو ان هنالك أناس بالمحافظة لا تعجبهم مناظر البسطات، لذلك اشتكوا واتخذ القرار بإلغائنا، قطعوا عيشي ورزقي اليوم أصبحت المليون ليرة اليوم تعادل 2800 ليرة سنة 2011، نحن اليوم في الهاوية ومقبلون على أيام سوداء اقتصاديا، كل شيء غالي والالف ليرة لا قيمة لها ولا تشتري شيء وحتى راتب الموظف يعادل فروجة وصحن مسبحة، أو كيلو الشاورما الذي وصل إلى 85 ألف ليرة .

المحامية سميرة قالت لنا: تعتمد اقتصاديات الحرب على المشاريع متناهية الصغر، ويتحسن الوضع المعيشي عندما يكون هناك أشخاص في الحكومة يفكرون بالمواطن أكثر من مكتسباتهم الشخصية، لا بتدميره ولا بتخريب بيته، حيث بعد 12 سنة حرب لم نمت من الجوع، ولولا البركة لم نتمكن من الاستمرار، أمام هذا الوضع مصادرة وملاحقة وتدمير البسطات، الناس بحاجة الى معالجة وتحسين الوضع المعيشي، بدل ان تلجأ الحكومة إلى التهديد والوعيد بالعقاب والعقاب.