لكل السوريين

باحث في مجال حقوق الإنسان: “إعلان الإدارة الذاتية، قفزة نوعية وتجربة جديدة في تاريخ سورية”

حاوره/ أحمد سلامة
أوضح  الناشط في مجال حقوق الإنسان الأستاذ شواخ العلي، بأن تشكل الإدارة الذاتية الديمقراطية مهم جدا، وخاصة بعد هزيمة القى الظلامية والإرهابية في شمال وشرق سورية، وانتصارات قوات سورية الديمقراطية وقوات حماية الشعب، على تلك القوى وداعميها، من الدول العالمية والإقليمية، بدأت تتشكل حاله من الاستقرار والأمان، وكان لابد من وجود إدارة ناظمة للعلاقات الاجتماعية، والاحتياجات الخدمية، وتأمين متطلبات المجتمع، وأكد الأستاذ شواخ العلي الناشط في مجال حقوق الانسان، من خلال حوارا أجرته صحيفتنا السوري، بأن الديمقراطية والتعددية واللامركزية هي ما يحتاج إليها المواطن العربي في هذه الفترة، والمتغيرات الإقليمية التي تحدث في كل بقاع العالم، هي  شعوب تبحث عن تمثيل ذاتها من خلال حكم ديمقراطي يضمن لكل إنسان حقه في العيش الكريم والمصان، وقد جاء نص الحوار كما يلي:

_ إعلان تأسيس الإدارة الذاتية وظروف تشكل مؤسسات الإدارة، بتحرير حوض الفرات بالكامل إلى دير الزور، ماذا يعني ؟

تشكلت الإدارة الذاتية الديمقراطية رغم كل المعوقات والتحديات، وضعف الخبرات استطاعت أن تنتج مجتمعا مستقرا، وكانت الأكثر نجاحا قياسا بمناطق غربي الفرات، والداخل السوري، حققت الإدارة الذاتية عبر مؤسساتها الخدمية الكثير ن الإنجازات، مثل ترميم الطرقات ونشر التعليم وبناء المراكز الصحية والمستشفيات، ربط المناطق بعضها ببعض وإعادة تأهيل المؤسسات الخدمية، وتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي، ودعم القطاع التعليمي وتزويده ببرامج علميه مدعومة من منظمات دولية، والعمل على تطوير المناهج الدراسية وصقل جميع المكونات ضمن هذه التجربة الجديدة، وخاصة بعد مراحل الدمار التي مرت بها مناطق شمال وشرق سورية خلال فترة حكم داعش وسيطرتها على مدينة الرقة على وجه الخصوص، فقد شهدت المدينة أياما سوداء واتصفت بأنها مدينة أشباح، ولكن بعد تطبيق التجربة الديمقراطية عاد للمدينة الهدوء والاستقرار بعد تشكيل وتأسيس الإدارة الذاتية بكافة مؤسساتها.

_ماذا حققت الإدارة الذاتية من مشاريع ومكتسبات خدمية وتعليمية؟

الإدارة الذاتية ورغم كل الصعوبات وعلى رأسها الاعتداءات التركية، ركزت على بناء الانسان من خلال تفعيل كافة مؤسسات الإدارة وفي مقدمتها التعليم، فقد أولت الإدارة الذاتية للتعليم أهمية كبيرة من خلال افتتاح الكثير من المدارس، وترميم ما دمر منها، وتركيز على إنشاء جيل مثقف ومتعلم وواعي، فقد قامت بدورات تأهيل تربوي للمعلمين ركزت على الكفاءات الموجودة في تعليم أبناء المنطقة، وتوعية الإباء والامهات لأهمية التعليم ومحو الأمية التي تبلورت وانتشرت في زمن داعش، وذلك عن طريق الندوات والحوارات، وتنظيم المجتمع وتوعيته وتسليط الضوء على السلبيات من خلال ثقافة النقد البناء، وتعتبر هذه الثقافة هي من أهم مراحل الديمقراطية كونها تقوم على الرأي والرأي الأخر، والصعود بكافة الأمور الخدمية والعلمية والزراعية والاقتصادية في شمال وشرق سورية .

_ المصاعب التي واجهت الإدارة الذاتية والمدنية على خلفية تحرير المدن والبلدات في شمال وشرق سورية، برأيك؟

رغم كل المصاعب والعثرات التي وقفت في تأسيس الغدارة الذاتية، إلا أنها كانت تجربة ناجحة بكل معطياتها ومؤسساتها، فقد عانت من الاحتلال التركي مناطق شمال وشرق سورية، لذلك من الطبيعي أن تكون المهمة والمشقة كبيرة جدا، في تحقيق مجتمع ديمقراطي مبني على أسس حديثة، والوقوف وجه كل من يحاول المساس بمكتسبات والأراضي التي تم تحريرها، وبقايا داعش وفلولها هي أيضا كانت من أهم المعوقات التي واجهت الإدارة الذاتية، والخلايا النائمة التي تحيك المؤامرات، والقوة الدولية التي تحاول إفشال التجربة الديمقراطية.

_ ما هو دور المكونات المجتمعية والعشائرية، في التحرير والانخراط في مؤسسات الإدارة الذاتية؟

المجتمع في شرقي الفرات يتسم بالتركيبة العشائرية، بأغلب مكوناته هذا يحتم على زعماء العشائر لعب دور أساسي في بناء الوحدة الوطنية بين مكونات المجتمع، وحل جميع الإشكاليات والخلافات عن طريق مجالس العشائر، بالحوار والتفاهم وزرع الروح الوطنية بين الجميع، وخاصة أن أبناء منطقة حوض الفرات يتسمون بالعشائرية فلابد من مشاركة جميع المكونات في المؤسسات والدوائر الرسمية، والنهوض مع بعضها في بناء وتحقيق النجاح للتجربة الديمقراطية فسي شمال وشرق سورية، وتعتبر التجربة الديمقراطية مثال للتفاهم بين مؤسسات الإدارة من جهة وشيوخ العشائر من جهة أخرى، فلابد من تفاهم بين شيوخ العشائر والأحزاب السياسية ضمن الإدارة الذاتية، والامة الديمقراطية ومشروعها يعتمد على إدخال كافة مكونات المنطقة في بناء وإعادة الوجه المشرق لمناطق شمال وشرق سورية.

_ لماذا تسعى دولة الاحتلال التركي جاهدة لمحاولة إفشال المشروع الديمقراطي في شمال وشرقي سوريا؟

تسعى دولة الاحتلال التركي جاهدة على إفشال التجربة الديمقراطية، وتخشى نجاحها، لان النظام التركي الاستبدادي يسعى لنشر القمع ، ويعوم على بحر من الدماء عبر تاريخ الدولة التركية، والاجرام هي السمة الأساسية له وسياستها الاستبدادية والاستيطانية في المنطقة هي أكبر دليل، ويخشى من نجاح أي تجربة ديمقراطية في المنطقة، لان نجاح أي تجربة للديمقراطية يجعل من نظام اردوغان في حالة هلع وخوف لأنها تتعارض مع سياسته في تركيا وخارجها، وعلى مر العصور والأزمنة كلنا نعرف أن الأنظمة الديكتاتورية تحارب الديمقراطية، وتسعى لإبقاء الشعوب في ظل العبودية والتبعية لها ، والنظام التركي هو خير دليل على محاربة التطور والتقدم والسعي لحرية الانسان.

_ تعتبر تجربة الإدارة الذاتية من أنجح التجارب، هل من الممكن أن نرى هذه التجربة في مناطق شمال وشرق سورية؟

أصبحت تجربة الغدارة الذاتية الديمقراطية نموذجا ناجحا رغم كل ما خلفته القوى الإرهابية، من دمار، نهضت الإدارة الذاتية وإعادة للمنطقة الاستقرار والأمان، وهذا جعل الكثير من السوريين من مناطق خارج الإدارة، يفضلون العيش بمناطق الإدارة الذاتية، ومن المتوقع ان تنتقل تجربة المشروع الديمقراطي إلى كافة انحاء سورية، كونها تجربة ناجحة تعيد للإنسان كرامته وحقه في تقرير مصيره من خلال انتخابات حرة ديمقراطية، تضمن العيش المشترك لجميع مكونات وطوائف الشعب في كل بقعة في سورية، وستنتقل إلى كافة أنحاء سورية اذا أتيحت لها ذلك، فالتجربة الديمقراطية هي الخلاص لكافة مشاكل الشعب السوري، وبها يستطيع الخروج لبر الأمان، وضمن مشروع ديمقراطي.

_ الوضع السياسي في سورية عموما، والشمال السوري على وجه الخصوص، إلى أين سيتجه من وجهة نظرك؟

على الصعيد السياسي لأعوده إلى الوراء لما قبل 2011، وستتخذ قرارات دولية تغير الواقع السوري بالكامل، نحو الأفضل والان وبعودة الوجود الأمريكي بقوة إلى المنطقة، فنحن على أبواب مرحلة جديدة تؤسس لاستقرار الدائم، وسينعم أبناء شعبنا بالأمان والازدهار، ولاسيما في ظل الحكم الديمقراطي للمنطقة، ومعرفة الشعب حقوقه ومصيره وتأدية واجباته، وقدرته على تقرير المصير المشترك لكافة أراضي ومكونات سورية، وعدم استمرار القتل والإرهاب والقمع والتشرد, ووجد الأهالي في شمال وشرق سورية في مشروع الادارة الذاتية النجاة من غياهب الضياع، وأن هذه التجربة وإن كانت جديدة على السورين والعرب حتى، فلابد من المعاناة في بداية الأمر, ولكي يصبح مجتمع سوي وفعال بكافة أطيافه ومكوناته، ويصبح الأنسان داخل هذا المكون والنسيج الاجتماعي حر في جميع اختياراته السياسية, وهو ما مثلته الإدارة الذاتية وحققته من خلال مشروع الأمة الديمقراطية.