لكل السوريين

محافظة السويداء..جريمة تهزّ الرأي العام فيها

السويداء /لطفي توفيق

تزامناً مع الإضراب النسوي العالمي الذي أعلنت عنه جمعيات تعنى بحقوق المرأة، احتجاجاً على الجرائم والتعنيف ضد المرأة، ولمواجهة قتل النساء، استفاقت محافظة السويداء على خبر جريمة مروعة أثارت استياء واستنكار أهالي بلدة “مردك” شمالي المدينة، حيث أقدم زوج على قتل زوجته طعناً بسكين حتى الموت.

والضحية التي وصفها أحد جيرانها بأنها “من خيرة نساء القرية، مخلصة لجيرانها، تحملت أعباء الحياة لخدمة أطفالها”، سيدة أربعينية تعمل مدرسة في البلدة التي أجمعت على نزاهتها وطيبتها وعلاقاتها الحسنه مع الجميع.

في حين أجمعت روايات الجيران على أن الزوج غير متوازن، ويعاني من مشاكل نفسية حادّة. وقد تكون هذه المشاكل السبب المباشر لقيامه بهذه الجريمة البشعة التي صدمت جميع أهالي البلدة ومعارف العائلة.

وأثارت الجريمة الرأي العام في المحافظة، وطالبت مئات التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي بإنزال أشد العقوبات بحق القاتل، ورفض أي تبرير للقتل تحت أي مسمى أو ظرف.

جرائم بذرائع متنوعة

الجرائم ضد النساء ليست جديدة بالمحافظة، حيث لقيت امرأة من عشائر السويداء حتفها إثر تعرضها لإطلاق نار على يد زوجها، في الشهر الرابع من العام الماضي.

وكان الزوج القاتل قد أطلق النار على زوجته التي تبلغ من العمر أربعين عاماً، داخل منزله لأسباب غير معروفة، واستنكر أقاربه الجريمة وساهموا بالقبض عليه عندما طوقت شرطة المدينة منزله الكائن قرب السجن المدني بالمدينة، وحاول المقاومة وبادر بإطلاق النار على عناصر الشرطة، إلا أنهم تمكنوا من القبض عليه بمساندة أفراد من عشيرته.

كما تعرضت ست نساء من المحافظة للقتل خلال العام الماضي في حوادث متفرقة، ولأسباب متنوعة كان آخرها مقتل امرأة بطريقة مروعة على يد والدتها وخالها، حيث أثبت الفحص الطبي أن وفاتها ناجمة عن ضربات شديدة على الرأس بآلات حادة.

ولدى التحقيق مع الموقوفين اعترفا بارتكاب الجريمة، وزعما أنها تمت بدافع الشرف.

لا شرف في الجريمة

بعد وقوع الجريمة قام نشطاء من المجتمع المدني بوقفة احتجاجية صامتة أمام القصر العدلي بمدينة السويداء تنديداً بالجريمة، واحتجاجاً على مقتل تسعة من النساء بعد إلغاء العذر المخفف للعقوبة بحجة غسل العار.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الدعوات التي حملت شعارات مثل “لا شرف في الجريمة” و”دمك برقبتنا”

وطالبت هذه الدعوات بإنزال أقصى العقوبات بحق الجناة مهما كانت دوافعهم، ورفع الغطاء الاجتماعي والعائلي عنهم، لحماية المجتمع من الغرق في الدم والهمجية.

ومن الأقوال التي ترددت على وسائل التواصل “الشرف هو العلو والسمو، والجريمة وجه من وجوه الانحطاط، لا يمكن أن يقترن الشرف بالجريمة، ومن حق الضحية أن نطالب بدمها”.