لكل السوريين

الأكثر من شرق آسيا.. إدلب تغص بأطفال بلا هوية وآبائهم من جنسيات مختلفة

إدلب/ عباس إدلبي

يتضح للمتجول في أحياء مدينة إدلب، شمال غرب سوريا، أن المدينة باتت أشبه بمدينة من شرق القارة، وذلك لكثرة أطفال المرتزقة الذين يسيطرون على المدينة من فصائل إرهابية عدة، أبرزها “هيئة تحرير الشام المنبثقة عن جبهة النصرة، والحزب التركستاني”.

جنسيات مختلفة وأعراق غريبة دخلت المجتمع السوري، وخاصة في إدلب بسبب إقدام الفتيات على الزواج من مهاجرين قدموا إلى سوريا للقتال ضد القوات الحكومية، وبتسهيلات من الحكومة التركية.

ودفع الفقر المدقع العديد من الأهالي لإجبار بناتهم على الزواج من أجانب من جنسيات مختلفة من العناصر الذين ينتمون للفصائل الإرهابية المقربة من تركيا.

وفي العام الماضي، وفي إحصائية غير رسمية بلغ عدد الأطفال من يتامى مرتزقة النصرة والأحزاب المتطرفة المنتشرة في إدلب وأريافها الخاضعة للنفوذ التركي.

ويرى باحث اجتماعي ومختص بعلم النفس في جامعة إدلب رفض ذكر اسمه، أن التداخل الخطير بين الأعراق المختلفة في إدلب سيؤدي إلى تغيير النسل بعد جيلين أو أكثر، وأن السبب الرئيس لانتشار أطفال من الصين وأوزبكستان ودول أسيوية أخرى هو الفقر الذي تعيشه مدنية إدلب.

وقال الباحث “في كل شارع ترى أطفالا مختلفين عن المجتمع الشرقي المعروف، وأغلبهم من ذوي البشرة الصفراء ومن سكان شرق آسيا تحديدا، ناهيك عن باقي الجنسيات الخليجية وغيرها، حيث أن معظمهم أيتام أو مكتومي الهوية ولا يعرفون أي معلومات عن آبائهم أو عن أقرباء آبائهم”.

عمر ش، أستاذ في دائرة نفوس إدلب، تحدث عن الصعوبات والمشاكل التي تواجهها دائرة الأحوال الشخصية، فقال “أكبر جريمة ارتكبت بحق الشعب السوري كاملا منذ بداية الأحداث هو إجبار أولياء الأمور تزويج بناتهم للأجانب في إدلب”.

ويضيف “لا يسألون عن الكارثة المحتملة من هذا الزواج، في كل يوم نواجه صعوبة كبيرة ولا سيما بالنسبة لأبناء الأرامل أو من اللواتي تزوجن أكثر من شخص، حيث يصعب علينا تحديد الطفل وجنسيته وهويته”.

ويردف “اعتمدنا قانونا لتدوين تلك الحالات ضمن ملف خاص للنظر بتلك الحالات لاحقا، بعض النساء زوجن من دواعش ومن ثم من مقاتلي جبهة النصرة وبعضهن زوجن من تركستانيين”.

مريم، شابة في العشرينيات من عمرها، وقعت ضحية للتزويج من مرتزق من الجنسية الأوزبكية، أجهشت بالبكاء بعد أن سألها مراسلنا عن طفليها الأشقاء الأكبر يبلغ من العمر 4 أعوام أبوه من جنسية أوزبكي، وأجبرت مرة أخرى على القبول بالزواج بمرتزق من الجنسية الصينية.

وتقول مريم “أجبرني والدي على الزواج من أجنبي وهو أوزبكي الجنسية، وقد كان عمري ست عشر سنة، وبعد زواجي بمدة شهرين اقتادنا نحو مدينة الرقة، والتي مكثنا فيها ما يقارب السنة تقريبا، ومنذ ذلك الحين لم يصلني أي نبأ عنه، وبعدها عدت لإدلب”.

أنجبت مريم من المرتزق الأوزبكي طفلا، وبعد مكوثها في إدلب لمدة عام أجبرها والدها على الزواج بمرتزق آخر من الجنسية الصينية، وأنجبت منه طفلا، ومن ثم قطعت أخباره.

وذهبت مريم لمديرية الأحوال الشخصية لإيجاد حل لطفليها بغية تسجيلهم ضمن المدرسة، إلا أنها قوبلت بالرفض لعدم وجود إثباتات لهما.