لكل السوريين

غياب الخطط التنموية لدمجهم بسوق العمل وتدني قيمة الليرة يدفع بشبان للتطوع في فصائل عسكرية

حماة/ جمانة الخالد 

فرضت الظروف المعيشية الصعبة على الشبان بحماة للعمل بمجالات متعددة، ونتيجة الرواتب المغرية وحب التسلط يتجه الغالبية من الشبان للتطوع بصفوف الفصائل العسكرية الموالية للجيش السوري، توجه الشباب هذه يعود لفشل الحكومة الذريع بدمجهم بمجالات العمل.

وتراجع خلال السنوات الأخيرة العمل بشكل لافت بالمهن التقليدية كالصيد والزراعة والصناعة نتيجة غلاء المحروقات وانقطاع الكهرباء بشكل متكرر، وبات الشباب في حماة أمام فرص ضيقة لإيجاد فرص عمل ملائمة تحقق لهم تأمين مستقبلهم وقوت يومهم.

ومقابل ذلك تفتح الفصائل الموالية للجيش السوري أبوابها بشكل دائم لـ “التطوع” للقتال في صفوفها، ومؤخراً بات التجنيد للقتال في أوكرانيا مقابل مبالغ مادية تصل إلى 1500 دولار شهرياً فرصةَ عملٍ مُغرية للشبان، في حين يشكل العمل بالممنوعات والتهريب سبيلا لكثيرٍ من الشبان اليوم لتحقيق مبالغ طائلة.

ويعد تضاؤل فرص العمال وتراجع المصالح الرئيسية كالزراعة والصناعة دفع العدد الأكبر من الشبان لا سيما في ريف حماة للتطوع في القوات الرديفة بأجور تبدأ من 100 دولار وما فوق مع صلاحيات أمنية واستثمارات أخرى.

ويشتكي الكثير من الأهالي من التحاق شبانهم كاشفين أن الفقر وقلة فرص العمل هي من تدفعهم لذلك، خاصة وأن الرواتب السورية لا تستطيع تأمين شيء من متطلبات الشباب من بيت أو زواج أو غيرها.

وقال بعض من المتطوعين في صفوف فصيل محسوب على الفيلق الخامس أنه كان يعمل في التعليم وترك وظيفته والتحق “الوظيفة ما عادت تطعمي خبز”.

وتقاتل تلك الفصائل في الشمال السوري على جبهات إدلب، وكذلك في البادية السوريين حيث يلاحقون فلول تنظيم داعش الإرهابي الذي تغول في البادية حيث البيئة الطبيعة التي تسمح له بذلك، وكثرت عمليات الاستهداف من قبل تلك الفلول للجيش السوري.

ويرى البعص في محاولته لتحليل أسباب التحاق الشباب في عمليات القتال أن إهمال قطاع الزراعة وتحطيم الصناعة اللذين يشكلان عصب الاقتصاد في المنطقة، وتغاضي الحكومة عن وضع خطط تنموية لدمج الشباب بسوق العمل، لم يكن شيئا غير مدروس وإنما أمر يراد منه دفع الشبان ليكونوا أدوات للحرب، وهم اليوم بالفعل كذلك فهم الصف الأول للعمليات العسكرية في معظم الجبهات السورية ولو كان الأمر غير ذلك لرفض معظمهم حياة العسكرة.

ويرى أخرون أن الأمور ستتجه نحو الأسوأ مع انتشار المخدرات ونفوذ تلك الفصائل وتوجه الشبان نحو الأعمال غير القانونية لكسب الأموال بشكل أسرع لأن ذلك سيخلق على المستوى البعيد جيلا فاشلا وغير منتج ومجتمعا اتكاليا، في حين أن المصالح الرئيسية ستتعطل والإنتاج سيقل وهو ما بات أمرا محققا فعلا بالنظر إلى الإنتاج الزراعي والصناعي السوري مقارنة مع السنوات السابقة.