لكل السوريين

لمواجهة الضائقة الاقتصادية الخانقة.. مبادرات إنسانية سورية

شهدت مختلف المناطق السورية مجموعة من المبادرات الشعبية الهادفة إلى التخفيف من معاناة السوريين خلال الضائقة الاقتصادية الخانقة التي تسببت بها الأزمة السورية.

وهذه المبادرات واللفتات الإنسانية ليست جديدة أو طارئة على الشعب السوري بكافة محافظاته.

فما يزال السوريون يحتفظون بجوهر تاريخهم المعروف بالتكافل في ما بينهم في الأزمات والمحن.

فرغم الحرب، وجائحة كورونا، لم يتوقف العمل الخيري ولا التكافل الاجتماعي في سوريا.

وتنشر “السوري” نماذج من هذه المبادرات تقديراً للقائمين عليها، وأملاً بتكرارها، وتوسيعها في كل محافظة سورية من جهة، وبين المحافظات كلما تيسر ذلك.

السويداء – محمد الصالح

في ظل الواقع الصحي المتردي الذي تعيشه المحافظة، قامت جمعية “شقا” الخيرية في بلدة شقا بريف السويداء الشمالي وبدعم من المغتربين من أبناء البلدة، بتأسيس مركز طبي يقدّم خدمات علاجية ودوائية مجانية لما يقارب أربعمئة مريض أسبوعياً.

وتم تجهيز المركز بسيارة إسعاف تعمل بشكل متواصل ومجاني، إضافة إلى تجهيز سبع غرف بأسرَّة طبية، وجهاز تخطيط القلب الكهربائي ثلاثي الأقنية، وخمسة أجهزة توليد للأوكسجين، وجهاز إيكو وأجهزة ضغط وقياس السكر والأكسجة وصيدلية مجانية فيها أكثر من خمسمئة نوع من الأدوية الضرورية والإسعافية.

ويعمل ثمانية عشر شابّاً وشابة دون مقابل، مع مجموعة من المسعفين المتطوعين الذين تخرجوا من المعاهد الطبية مختلفة الاختصاصات، إضافة إلى طبيب إسعاف وآخر للطوارئ، وجميعهم متطوعون من خارج الجمعية بشكل غير مأجور.

وقد بلغت أجور العمليات التي أجريت للمرضى ودفعت من ريع الجمعية مئة وخمسون مليون ليرة سورية خلال السنوات الماضية، إضافة إلى تقديم ما يزيد عن مئة وصفة أدوية للمرضى في البلدة شهريا.

وتحاول الجمعية حالياً تزويد المركز بجهاز تحليل إسعافي حديث لتحليل الدم تبلغ كلفته عشرين مليون ليرة سورية، وأعلنت أن صندوقها سيتحمل نصف كلفته، وناشدت ميسوري الحال من أبناء البلدة ومغتربيها للمساهمة بتأمين باقي المبلغ لتتمكن من شراء الجهاز الذي سيخفف الكثير من الأعباء المالية عن كاهل الفقراء والأسر المحتاجة في البلدة، ويساهم بتخفيف عناء سكانها من إجراء التحاليل في أماكن بعيدة عنها.