لكل السوريين

سوء التسعير إجحاف بحق مزارعي الدخان بريف اللاذقية

اللاذقية/ سلاف العلي

محصول التبغ من المحاصيل الاستراتيجية الهامة، ليس فقط للاقتصاد السوري بل للفلاح أيضا، إذ تعتمد عليه الآلاف من الأسر في الساحل السوري وبريف جبلة والحفة والقرداحة والبهلولية بريف اللاذقية، رغم دورة العمل المضنية والطويلة، التي تمتد عاماً كاملا من التكاليف والجهد، قبل الوصول إلى بيع المحصول.

السيد أبو علي من ريف البهلولية قال لنا: هنالك تكاليف كبيرة تبتدئ بتكاليف ضمان الأرض والحراثة والزراعة وبالحصول على الشتول والأسمدة والأدوية والخيوط والنايلون، ثم أجور النقل وحتى أجور الحراسة، إنها عملية زراعية وإنتاجية لهذا المحصول الهام.

السيد أبو جعفر من نفس القرية، وهو مهندس زراعي وخبير بزراعة الدخان، أضاف قائلا: مقابل هذه المعاناة تظهر السياسات الحكومية الجائرة في تسعير التبوغ، وهو الملموس مجددا بشكل فاقع وفج بالقرار الصادر عن مجلس الوزراء، والذي نشر على الصفحة الرسمية للحكومة يوم الأربعاء 24 كانون الثاني، المتضمن أسعار محصول التبغ ، بعد موافقة على توصية اللجنة الاقتصادية المتضمنة الأسعار المقترحة من وزارة الصناعة– المؤسسة العامة للتبغ لشراء محصول التبغ من الفلاحين لصالح المؤسسة العامة للتبغ لموسم عام 2024-2025 وذلك وفقاً للآتي وبمقارنة بين أسعار الموسم الماضي والموسم القادم.

سعر موسم 2024 للتنباك 24000 ليرة وموسم 2023 كان 85000 ليرة، بنسبة الزيادة 182%، وسعر موسم 2024 للبرلي 23000 ليرة للكلغ وكان 8300 ليرة لموسم 2023وبنسبة زيادة 177%، وسعر موسم 2024 للفرجينيا 24000 ليرة و9300 ليرة لموسم 2023، بنسبة زيادة 158%،و 32000 للبصما موسم2024،و11500 ليرة لموسم2023 بنسبة زيادة 178%، وللبرليت 27000ليرة لموسم2024، و19500ليرة لموسم 2023، بنسبة زيادة 167%، ولدخان شك البنت  27000ليرة لموسم2024، و10500 ليرة لموسم2023وبنسبة زيادة157%، ولدخان الكاتريني 28000ليرة لموسم2024، و10500 ليرة لموسم 2023وبنسبة زيادة 167%. رغم أن نسبة الزيادة في تسعيرة هذا الموسم مقارنة بتسعيرة الموسم الماضي تراوحت بين 157-182%، إلا أنها غير منطقية ولا تمت لواقع التكاليف المرتفعة بصلة، وهي أقل من السعر الحقيقي في السوق بنحو 10 أضعاف، حيث تجاوزت أسعار التبغ في الأسواق المحلية الـ 100 ألف ليرة/كغ للنوع المتوسط، بينما تجاوزت بعض أصنافه سعر 300 ألف ليرة/كغ.

السيد شفيق من ريف القرداحة وهو مهندس زراعي، أخبرنا: أن القرارات الحكومية تتقصد دفع الفلاح للعزوف عن زراعة مثل هذه المحاصيل الاستراتيجية، والتوجه لزراعة المحاصيل التكثيفية ذات الكلفة الأقل والريع الأكبر، فأغلى أنواع التبغ البصما، بحسب الموافقة الحكومية، يعادل سعر الكيلو غرام منه سعر سندويشة شاورما، أو ليتر زيت نباتي، وهذا يمثل قمة الظلم والإجحاف بالنسبة للمزارعين، فالأسعار التي تقرها الحكومة لمحصول التبغ، ورغم الزيادات المتتالية عليها بين موسم وآخر، تعتبر مجحفة وغير مجزية للفلاحين، وهي لا تغطي حتى جزءا قليلا من تكاليف الإنتاج المرتفعة، والتي تزيد بنسب كبيرة من موسم لآخر تفوق نسب الزيادة الحكومية على السعر.

السيدة سماهر مهندسة زراعية اختصاص بزراعة المحاصيل الاستراتيجية من ريف الحفة أوضحت لنا قائلة: أمام هذه الطريقة بتسعير الدخان التسعير موسما بعد آخر فإن الفلاحين وللتخفيف من خسائرهم  سيعملون على تهريب جزء من محصولهم لتجار ومافيات السوق السوداء المستغلين ليجنوا من خلاله أرباحا كثيرة لجيوبهم، أو إلى توقيف هذا النوع من الزراعات واستبدالها بزراعات أخرى أكثر جدوى بالنسبة إليهم، وهو ما يجري واقعيا، وهذا يعني أننا سنشهد خلال السنوات القريبة القادمة الحاق الضرر بهذا المنتج المحلي، بعد سوء التخطيط لمحاصيل مهمة مثل: الشوندر والقطن والقمح، فالدعم سيئ والتسعير بائس مع ازدياد تكاليف مستلزمات الإنتاج.