لكل السوريين

“المنظمات” في شمال غرب البلاد.. سرقة موصوفة باسم الإنسانية

السوري/إدلب – مع بداية الأحداث الدامية التي تمر بها سوريا دخلت منظمات دولية تحت مسمى (الإنسانية)، مهمتها مساعدة الأهالي المتضررين من الحرب، إلا أن هناك من يشتكي من تقصيرها ويرى أن لها الدور الأبرز في تأجيج الصراع وزرع بذور الفتنة بين المواطنين.

في زيارة خاطفة لأحد المخيمات في الشمال في منطقة أطمه قمنا بإجراء استطلاع للرأي، حول عمل تلك المنظمات ومدى استجابتها لأحوال المواطن، التي هي بالأساس خلقت لخدمته وكان معظم تلك الآراء حول اتهام المنظمات بالسرقة والاحتيال والمحسوبية.

ومن بين تلك الآراء التي استمعنا اليها أم أحمد نازحة من ريف حلب الغربي، وهي أرملة أم لـ سبعة أولاد أحدهم معاق والتي عبرت عن استيائها لأداء عمل تلك المنظمات فوصفتهم “بالحرامية” واردفت قائلة؛ أنا هنا في هذا المخيم منذ ما يقارب السنة وشهرين، ولم أحصل إلا على سلة غذائية واحدة.

وتابعت “كل فترة تأتي ألينا منظمة تأخذ بيانات وتذهب دون عودة، ونحن نعرف أنهم استلموا تلك المعونة بأسمائنا واستفادوا منها، وعند ذهابنا لتقديم الشكوى لدى المجلس المحلي ينكر علمه بتلك المنظمات مع العلم كانوا برفقتهم؛ أنا فقيرة جدا أعمل أنا وأطفالي بجمع البلاستك وبيعها لتأمين ثمن ربطة الخبز، في ظل الغلاء الفاحش وعدم وجود دخل معين لي ولأطفالي”.

أحد أعضاء المجلس المحلي والذي ترك عمله بسبب انتقاده لعمل المجلس المحلي وفساده، رفض ذكر اسمه لأسباب خاصة حدثنا؛ عملت بالمجلس المحلي ما يقارب الستة أشهر وفي فترة عملي اكتشفت اكثر من سبع حالات سرقة واحتيال، يقوم بها اعضاء المجلس بالتعاون مع المنظمة، حيث قام رئيس المجلس “أزلامه” من المحسوبين عليه ببيع تلك الحصص قبل دخولها المخيم لتاجر من مدينة سرمدا، علما أن المنظمة قامت بإجراء استبيان لقاطني المخيم، وبعد بيعها قالوا بأن المشروع ألغي من قبل الداعم، وهم بالأصل باعوها وتقاسموا ثمنها بين موظفين تابعين للمنظمة وعصابة المجلس، الأمر الذي دفعني لفضحهم واستبعادي عن طريقهم.

أبو صبحي أحد مالكي سيارات النقل العابرة للحدود الترانزيت؛ أنا أعمل على سيارة كبيرة قاطرة منذ أكثر من خمس سنوات، وفي كل اسبوع تدخل قافلة تقدر بحوالي أربعون قاطرة، وأنا واحد منهم ويتم إفراغها بمستودعات تابعة لتجار كبار، وبدورهم يقومون بتغيير الأكياس المختومة بختم الأمم المتحدة وبيعها بالسوق على اساس أنها خاصة ومستوردة لصالحهم وهذا الأمر رأيته بأم عيني.

إن فساد المنظمات لا يمكن ان يكون بدون حماية أو بشكل سري، لأن تلك المستودعات شاهدة للعيان وهناك أشخاص محسوبين على المرتزقة، تقف وراء فسادهم متجاهلين حال المواطن وفقره وعوزه وإذا ما صنفنا تلك التجاوزات، نجد أنها حلقة من حلقات المؤامرة على المواطن ولقمة عيشه، ولو أن تلك المواد الإغاثية وزعت بشكل عادل لكان الواقع أفضل بكثير، لكن تلك المنظمات لاهم لها إلا جمع الأموال وتقاسمها بين اللصوص والمفسدين الذين يعيثوا فسادا وجشعا لا حدود له.

تقرير/ عباس إدلبي