لكل السوريين

بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، غالبية أهالي الساحل السوري يتجهون لزراعة حدائق منازلهم

السوري/ طرطوس ـ اتجه معظم الأهالي في ريف الساحل السوري وحتى في المدينة إلى زراعة أي مساحة أرض تتواجد لديهم واستثمارها بشكل كامل لما للزراعات الصغيرة من أهمية في دعم الأسر وتوفير وارد دخل إضافي وتأمين حاجات الأسرة وتحقيق الاكتفاء الذاتي لها قدر المستطاع.

وتقول السيدة أم شريف من إحدى قرى ريف طرطوس “أستثمر قطعة الأرض الصغيرة التي نملكها في زراعة كل شيء يخطر في البال وتتناسب زراعته مع الطقس البارد في منطقتنا، وحتى زراعة الأعشاب العطرية كالبابونج والزعتر، وأقوم بصنع الزعتر البلدي والذي جنيت كل مكوناته من أرضي وأبيعه للجيران والمعارف”.

وتضيف “زاد عملي في الزراعة وخاصة في ظل هذه الظروف القاسية وغلاء المعيشة وصعوبة تأمين حاجة الأولاد والبيت ولذلك زرعت الخس والسلق والسبانخ والفجل والبصل والثوم والملفوف والهندباء والبقدونس وكل الخضار الورقية بحيث نأخذ منها حاجة البيت ونبيع الفائض منه، ويساعدني في ذلك زوجي وأبنائي في أوقات فراغهم”.

أما السيدة أم علاء فقد أكدت على أهمية هذه الزراعات لما تؤمنه من حاجة البيت وهي نظيفة وآمنة بحيث لا تضيف لها الأسمدة والأدوية بل تعتمد على كل شيء طبيعي في زراعتها وبذلك تأمن أن يأكل أفراد أسرتها خضاراً مفيدة وبأقل تكلفة وتستغني عن السوق وغلائه.

السيدة أم علي أيضاً تملك قطعة أرض صغيرة جانب منزلها لا تتجاوز ال 200 متر قالت لمرسلتنا “الخضار التي تنتجها هذه المساحة الصغيرة تكفيني وأبنائي وأحفادي من السلق والسبانخ والبصل الأخضر والبقدونس، إضافة لنظافة الخضار التي نأكلها فقد تم تأمين كافة احتياجات أسرتنا وحسنت من دخلنا من خلال بيع ما يفيض عن حاجتنا”.

أما أم أمين وهي سيدة في العقد الرابع من عمرها أوضحت “كنا نملك حديقة صغيرة أمام المنزل نزرع فيها بعض الشجيرات التي لا فائدة منها سوى منظرها الطبيعي، ولكني قررت وزوجي بعد ارتفاع الأسعار وزيادة الحصار أن نقتلع تلك الشجيرات ونحرث أرض الحديقة وندعمها بالسماد الطبيعي، وفعلاً كان الأمر وها نحن نجني كل خضارنا من أمام منزلنا ولا نحتاج إلى السوق إلا فيما ندر”.

وتشير إلى أنها استفادت من هذه الحديقة بشكل كبير في فصل الصيف، حيث تقول “في الصيف صنعت كل مؤونة البيت من هذه الحديقة التي كانت مهملة من ملوخية ومكدوس ونعنع يابس ودبس فليفلة وأشياء أخرى كثيرة وها نحن الآن قمنا بزراعتها ببعض الخضار الشتوية ونأمل ان تعطينا كما اعطتنا في الصيف”.

أبو حبيب والذي كان يجهز أرضه لزراعة البصل والثوم وقال “الأرض موجودة وجانب البيت فلما لا نزرعها ونقطف منها كلما شئنا فقط بقليل من الجهد والتعب وخاصة الخضرة الشتوية فهي لا تحتاج للسقاية وكيفما زرعناها تنتج وتعطي”.

وأكد أنه لم يرتفع سعر الثوم والبصل الا نتيجة ترك الناس لهذه الزراعة ولذلك وصل سعر كيلو الثوم إلى 6000 ليرة فكيف ستشتريه الأسرة الفقيرة وهي التي كانت تخزن ما يفوق العشرة كيلو منه لمؤنتها وكذلك الأمر بالنسبة للبصل.

تقرير/ ا ـ ن