لكل السوريين

غياب تمثيل أطياف مهمة من الشعب السوري وتعنت أطرافها.. ينهي الجولة الخامسة بفشل ذريع

اختتمت هيئة صياغة الدستور اجتماعات جولتها الخامسة في جنيف بفشل كبير ومتوقع، حيث لم تختلف ظروف انعقادها عن الجولات الفاشلة السابقة من حيث عدم توافق الوفود المشاركة فيها على النقاط التي تم بحثها، وتباين مواقفهم حول أولويات البحث بهذه النقاط.

إضافة إلى الخلل المتمثل بتركيبة الوفود المشاركة في الجولات، وعدم وجود تمثيل فعلي لكل شرائح المجتمع السوري، ومكوناته وأطيافه السياسية، وخاصة في الشمال السوري.

واستمرار تراشق الاتهامات بين وفد المعارضة ووفد النظام السوري بإفشال المحادثات.

وفي هذه الجولة اتهم وفد المعارضة الوفد الحكومي بالمماطلة في إنجاز مهمة إعداد وصياغة إصلاح دستوري في سوريا، ورفض المقترحات التي  قدمتها المعارضة السورية، والتي قدمها غير بيدرسون لإنجاح العملية.

في حين اتهم الوفد الحكومي الطرف الآخر بأنه التف على جدول الأعمال المتفق عليه، وتقدم بطروحات تخالفه، وحمّله مسؤولية فشل الجولة.

وبدوره وصف مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون نتائج جولة المحادثات بأنها كانت “مخيبة للآمال”.

وقال المبعوث الدولي بعد اختتام الجولة إن وضع محادثات اللجنة الدستورية على ما هو عليه غير مجد، ومن الضروري تغيير النهج.

وصرح بأنه سيزور دمشق وعواصم القرار لإجراء محادثات قبل تحديد موعد الجولة القادمة لمحادثات اللجنة.

جولة.. بلا أفق

وكان بيدرسون قد قال قبل أيام من انطلاق هذه الجولة إن العملية السياسية لم تسفر بعد عن تغييرات حقيقية في الحياة اليومية للسوريين، ولم تسهم في تحديد رؤية حقيقية للمستقبل.

وأعرب عن أمله في أن تحقق الجولة بعض التقدم للانتقال من مرحلة إعداد إصلاح دستوري إلى صياغة إصلاح فعلي للدستور.

في حين لم يتوقع المراقبون أي تقدم فيها في ظل عدم تمثيل كافة شرائح المجتمع السوري. والمتغيرات التي طرأت على الساحة السورية.

وانشغال الدول المؤثرة بجائحة كورونا، وغياب دور واشنطن في المفاوضات نظراً لقصر مدة وجود بادين في البيت الأبيض.

كما جاء انعقادها بعد أيام قليلة من ظهور خلافات غير مسبوقة بين مكونات “هيئة التفاوض” السورية المعارضة، التي تشكل المرجعية السياسية لوفد المعارضة في اللجنة الدستورية، وانعكاس هذه الخلافات على الجولة.

وفد ثلاثي إلى جنيف

في ثالث أيام الجولة تحدثت أنباء صحفية عن وصول فد روسي تركي إيراني إلى جنيف، بذريعة عقد اجتماع لضامني مسار أستانة، لكن السبب المسكوت عنه يكمن في العمل على إبقاء المسار الدستوري على قيد الحياة.

وإرسال إشارة إلى إدارة بايدن مفادها أن لهذه الدول تواجدها وكلمتها في المسارين السياسي والعسكري بالملف السوري.

وإشارة أخرى إلى الدول الأوروبية التي بدأت تعمل على تجميد عمل اللجنة الدستورية لأنها لم تحقق أي إنجاز، وبقيت مجرد غطاء لدمشق وموسكو وطهران وأنقرة حسب الأجندة السياسية لكل من هذه الدول.

جولات متعددة.. ونتائج هزيلة

وكانت الجولة الأولى من محادثات اللجنة الدستورية قد اختتمت أعمالها دون نتائج تذكر، ولكنها “سارت بشكل أفضل مما كان يتوقع معظم الناس”، حسب بيدرسون.

وانتهت الجولة الثانية دون عقد أي اجتماع بسبب الخلاف حول جدول أعمالها.

كما انتهت الجولة الثالثة بلا تقدم سوى رغبته المشاركين فيها باستمرارها.

كما انتهت الجولة الرابعة بلا تقدم أيضاً بسبب غياب التوافقات بين القوى الإقليمية والدولية المتصارعة على الأرض السورية.

والإنجاز الذي حققته هذه الجولة الخامسة هو إلغاء، أو تأجيل إعلان شهادة وفاة اللجنة الدستورية.