لكل السوريين

اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صورة قاتمة وتصاعد لقمع الصحفيين

يأتي اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام في ظل التضييق على حرية الصحفيين الذي وصل إلى حد منع التصوير في الشوارع أو أي مكان دون تصريح مسبق، مما عرّض الكثير منهم إلى مشاكل كبيرة، وتسبب بالقبض على العديد من المصورين بتهمة التصوير دون تصريح.

وبعد ثلاثين عاماً من اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لليوم العالمي لحرية الصحافة، وصل التضييق على المهنة إلى حد اعتبار أي معارضة لأي حكومة في أي أمر، من الممنوعات التي يعاقب الصحفي عليها في معظم الدول، حتى بات المواطنون فيها يبحثون عن وسيلة إعلامية لنشر شكواهم وغالباً لا يجدونها.

وفي منطقتنا تعاني الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي من التضييق وكبت الحريات، وصار الكثيرون يندبون الزمن الذي كانت فيه الصحف تنشر بحرية ما يحدث في الشارع، وتعكس هموم الناس ومشاكلهم، وتتناول الموضوعات التي تلبي طموحاتهم.

ورغم أن اليوم العالمي لحرية الصحافة يسلّط الضوء على حقيقة أن الحريات العامة مرتبطة بحرية الصحافة، وأنها أساس الديمقراطية، ما زالت حريتها مقيّدة ومقموعة من قِبل معظم الأنظمة والحكومات.

انتهاك حرية الصحافة

دعا الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي أقيم بمدينة نيويورك، إلى ضرورة توقف التهديدات والاعتداءات على الصحفيين وسجنهم بسبب قيامهم بعملهم، واكد أن العالم يقف بجانب الصحفيين في سعيهم للدفاع عن الحقيقة.

وقال أنطونيو غوتيريش في رسالته بهذه المناسبة “إن حرية الصحافة تتعرض للهجوم في كل ركن من أركان العالم، وإن الحقيقة مهددة بالمعلومات المضللة، وخطاب الكراهية، وكلاهما يسعيان إلى طمس الفَرق بين الحقيقة والوهم، والعلم والمؤامرة”.

وأشار إلى أن “كل حرياتنا تعتمد على حرية الصحافة… حرية الصحافة هي شريان الحياة لحقوق الإنسان”.

ولفت الأمين العام الانتباه إلى “تزايد تركيز صناعة الإعلام في أيدي قلة، وإفلاس العديد من وسائل الإعلام المستقلة”.

وبدورها قالت الأمينة العامة لمنظمة “اليونسكو” التي نظمت الاحتفال بهذه الذكرى إن “هذه التحديات الجديدة التي يواجهها الصحفيون تأتي في الوقت الذي نحتاج فيه إليهم أكثر من أي وقت مضى، لأن تقدم العصر الرقمي يغير المشهد المعلوماتي بأكمله”.

وأكدت أنه “من غير المقبول أن يتعرض صحافيون للمضايقة والهجوم، وأحيانا يسجنون، وذلك فقط لأنهم يقومون بعملهم”.

صورة قاتمة

خلال الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام، تبدو الصورة قاتمة في الدول العربية، وخاصة التي تشهد أزمات سياسية وعسكرية.

ففي سوريا مازالت الدولة تحتكر وسائل الإعلام، وتضيّق على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي لبنان، كشفت دراسة نشرت في اليوم العالمي لحرية الصحافة عن انعدام أمان معيشي وجسدي ونفسي، يعاني منه العاملون والعاملات في القطاع الإعلامي في البلاد.

وفي تونس تتهم نقابة الصحافيين الرئيس بتهديد حرية التعبير، وتؤكد أن حرية الصحافة أصبحت في “وضع سيء للغاية” بسبب الانتهاكات المتزايدة، ومنع الوصول إلى المعلومات.

وفي الجزائر، أقر مجلس النواب مشروع قانون جديد يضع شروط ممارسة العمل الإعلامي، دون إشراك الأطراف المعنية أو التشاور معها.

وفي مصر، ترفض السلطات منح التراخيص للمنابر الإعلامية الخاصة، بما يشير إلى قمع المؤسسات الصحفية المستقلة عن دوائر الحكم في القاهرة.

ومنذ اندلاع القتال بين طرفي النزاع بالسودان، وقع الصحفيون والمؤسسات الاعلامية ضحايا للمواجهة العسكرية، حيث تعرض عدد من الإعلاميين للضرب والعنف ومنهم من احتجز، كما تعرضت مقرات وسائل إعلام  للاقتحام أو لإطلاق النار.

يذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة عقدت في الثالث من أيار عام 1991، مؤتمراً في ناميبيا لتطوير صحافة حرة ومستقلة وتعددية في جميع دول العالم.

وفي كانون الأول عام 1993، تم اعتماد هذا اليوم ليصبح “اليوم العالمي لحرية الصحافة”، بعد اعتماده من الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأصبح حسب الموقع الرسمي لليونسكو، بمثابة الضمير الذي يذكّر الحكومات بضرورة الوفاء بتعهداتها تجاه حرية الصحافة، ويتيح للعاملين في وسائل الإعلام فرصة الاهتمام بقضايا حرية الصحافة، والأخلاقيات المهنية.