لكل السوريين

مهنة الجدات.. تعود إلى الواجهة في الحسكة

الحسكة ـ تعتبر حياكة الصوف والتطريز وقطب الصنارة (الكروشيه) من أهم الأعمال اليدوية التي امتهنتها النساء منذ السنوات القديمة، الا إن هذه المهنة تراجعت تراجعاً ملحوظاً نتيجة التطور وتدخل التكنولوجيا بآلاتها الحديثة وإنشاء المعامل والمصانع الكبيرة المختصة في هذا المجال.

واليوم وبعد عدة سنوات من الأزمة السورية وكذلك جائحة كورونا التي فرضت الحظر المنزلي بدأت هذه المهنة تستعيد أرقها، فبدأت معظم النساء في المحافظة بالحياكة لأفراد عائلتهن، وبعضهن أيضاً تحيك للتجارة.

وحول هذا، التقت صحيفتنا مع السيدة هناء اللجي، وهي إحدى النساء التي تمتهن الحياكة، والتي ذكرت في مقتبل حديثها “تعلمت الحياكة والتطريز في العام المنصرم من جارتي في الحي أثناء الحجر في المنزل، وكذلك وعززت معرفتي من فيديوهات الانترنت على منصة (يوتيوب)”.

وأضافت مبتسمة “أول قطعة صنعتها كانت لا تصلح لشيء أبداً سوى الرمي في القمامة، ولكن شيئاً فشيئاً تعلمت صناعة القفازات والجوارب وبعدها بفترة اتقنت صناعة البلوزات ومن ثم الشالات الصوفية المخصصة للنساء”.

وأردفت “منذ أن تعلمت الحكاية كانت جميع منتوجاتي للاستخدام المنزلي فقط لي ولزوجي وأطفالي، وعند رؤية منتوجاتي من قبل الأهالي سرعان ما طلبوا مني صنع منتجات لهم مقابل مبالغ مالية، وبفضل مهنتي تمكنت من مساعدة زوجي الذي يعمل عاملاً بالمياومة”.

وتستطرد “إن أسعار الألبسة الصوفية اليدوية بات اليوم لا يختلف عن سعر الألبسة الجاهزة، وذلك بسبب ارتفاع سعر مستلزمات الحياكة، وخاصة الخيوط، ولكن لا يزال الإقبال على الألبسة اليدوية في المنطقة مقبول نوعاً ما بسبب تفضيل عدد من الأهالي لها كونها صناعة تراثية تتميز بجودة منتجاتها وجمالها ومتانتها”.

وأكملت “استقبل الآن الطلبات من منزلي فلم امتلك الجرأة لفتح محل مخصص أو صنع بضاعة كبيرة وتنزيلها للأسواق خوفاً من كسادها وبطء تصريفها، فالطلبات المنزلية مضمونة أكثر بسبب حياكة القطعة على طلب الزبونة من اللون والجودة والحجم وكمية الخرز في حال طلبها”.

واختتمت قائلة “لا أعجز عن حياكة أي موديل أراه في السوق أو عبر مواقع الأنترنت أو حتى في مجلات الموضة، فلا تقتصر مهنتي على حياكة مثل القطعة، بل أضيف إليها لمساتي الخاصة فللذوق والاجتهاد الشخصي دور في تقديم منتج مميز”.

والجدير بالذكر إنه تفضل العديد من النسوة مهنة حياكة الصوف وذلك لما لها من فوائد صحية في التخفيف من التوتر والقلق وكذلك تحفيز عمل العقل وفوائد اخرى كالشعور بالفخر والقدرة على الإنجاز وأيضاً لسهولة تعلمها وملئ وقت الفراغ.