لكل السوريين

في حماة.. التيّار الكهربائي “طيفٌ زائر”!

السوري/ حماة- ربّما لم يعش السوريون بمختلف مناطق حماة ومدنها وأريافها واقعاً كهربائياً أكثر سوءاً من اليوم، ففي أسوأ الظروف التي عانت منها المحافظة خلال السنوات الماضية، كانت الكهرباء أفضل بكثير.

ورغم سوئها آنذاك كانت الأعذار المبررة لوزارة الكهرباء، تندرجُ تحت عناوين عريضة كـخروج محطات توليد وحقول غاز عن الخدمة وشح الفيول.

أما اليوم ومع انتفاء تلك الأسباب لم تعد حجج الوزارة مقنعة، ولم يعد المواطن يُطرب بتصريحات المسؤولين عن وضع محطات بالخدمة أو تبديل محولات وصيانة مراكز تحويل وغير ذلك.

فكيف يريد مسؤولو الكهرباء من المواطن تقدير عملهم وهم لا يرون الكهرباء، ويعانون من برنامج التقنين أشد المعاناة، ويتكبّدون نفقات وأعباء مالية زائدة جراء تعطل أجهزتهم المنزلية وأعمالهم وتلف مؤونتهم.

والحال شتاءً لايختلف عنه صيفاً، فالسوريون محرومون من الكهرباء على مدار العام، تحت مبررات مقيتة وتسميات غريبة، يقضي السوريّ عمره بانتظار يوم واحد فقط يخلو من التقنين الكهربائي.

لكن الحال في حماة ومنذ أسبوع يُرثى له، حيث وصلَ قطعُ التيار الكهربائي إلى 5 أو 6 ساعات مقابل ساعة وصل واحدة يتخللها أعطال!

شركة الكهرباء في حماة بدورها، نشرت على صفحتها عبر “فيسبوك”، خبراً يفيد بوجود أعطال على خط التوتر الـ 66 المغذي للمحطة من الزارة، مع الإعلان أيضاً عن وجود أعطال بالقواطع في خط احتياط سلحب، يجري إصلاحهُ على حد زعمهم.

أما عن الأهالي، فقد عبّروا عن استيائهم الشديد عن وضع الكهرباء في الأيام الحالية والذي وصفهُ أغلبهم بـ “سيء للغاية”، فالبرد والغلاء وكورونا أصبحت مفردات بمجرد ذكرها “تقصّر العمر” كما قال أحد الحمويين!

فيما يستقبل “وليد”، عامل كهرباء، عدداً لايقل عن ٤ أو ٥ من الأدوات الكهربائية يومياً، وجميعها قد حصل فيها أعطال كهربائية إثر انقطاع الكهرباء وعودتها بشكل مفاجئ، وبيَّنَ أن أقل قطعة كهربائية قد ارتفع سعرها بنسبة ٥٠ ٪ وأكثر.

لكن لابدّ من ذكر أن الأمر لايقتصر على الكهرباء فقط  فأزمةٌ تجرّ أزمة، فانعدام الكهرباء يرافقه انعدام المياه التي تقطعها مؤسسة المياه لأيام أطول بحجة أن ضخ المياه يعتمد على الكهرباء، وبكل بساطة تتقاذف مؤسسة المياه أيضاً حججها الجاهزة عاتق السوريّ دون رحمة.

وفي مدينة مصياف لا يختلف الوضع عن غيرها من بقية مناطق المحافظة، من ناحية زيادة عدد ساعات التقنين خلال هذه الفترة، وسطَ وعود بإصلاح الأعطال خلال ساعات وهو ما امتد لأيام ولأسبوع ولاحياة لمن تنادي!

المواطنون في مصياف قالوا : “آمنا وصدقنا بأنه في الشتاء يزداد حجم الاستهلاك ويزداد الضغط على الطاقة بسبب التوجه إلى الكهرباء كوسيلة بديلة للتدفئة وطهي الطعام في ظل الأزمات المعتادة لمادتي الغاز والمازوت التي تتكرر كل شتاء، لكن لماذا لا يوجد عدالة بالتقنين؟!”.

فهناك أحياء وقرى تكون فيها ساعات الانقطاع أكثر من الأخرى، أما الأمر الآخر فهو العشوائية العنوان الأبرز لهذه الانقطاعات مايسبب إرباكاً لأن أشغال الناس ومواعيد حياتهم ونشاطاتهم اليومية أضحت مرتبطة جميعها بالكهرباء بشكل كبير.

من جهته، طلب مجلس الوزراء من وزارتي الكهرباء والنفط تكثيف الجهود لتحسين واقع الكهرباء في مختلف المحافظات ومراعاة عدالة التقنين وإجراء عمليات الصيانة المطلوبة بشكل دورين ومحاربة ظاهرة الاستجرار غير المشروع للكهرباء.

لكن هذا الكلام يبقى حبراً على ورق أمام واقع يجمعُ كل مفردات الشقاء، ونهجٍ حكوميّ يفتقد النور فكيف لهُ أن يُنير؟!! .

تقرير/ حكمت أسود