لكل السوريين

المرأة خصب الحياة

عبد الكريم البليخ

المرأة خصب الحياة. المرأة وطن مستمر بكل ما فيه، وما تقدمه المرأة للعالم كثيراً جداً لا يمكن تلخيصه بكلمات.

المرأة اليوم باتت هي من تدافع عن العدوان، وهي من يدفع ثمن الحروب. كلف باهظة جداً تتحمل وزرها المرأة، بالإضافة إلى هو مطلوب منها وتعمل جاهدة برغم كل الظروف القاهرة فإنها تظل هي محط رجاء الجميع، فهي شعلة من النشاط والحيوية والإقدام والتضحية والفداء.

المرأة ولمجرد غيابها عن بيتها لساعات، وليس لأيام، هذا يعني أنَّ البيت ومن فيه يعيش في دوّامة، في حالة من الضياع!. فلماذا نقف مكتوفي الأيدي، ونتفرج على خذلانها،  والتعدي عليها، وضربها وكأنها إمعة، لا قيمة لها. علينا أن نحافظ على المرأة ونحميها، وأن نبوح بصدق مشاعرنا تجاهها وهي فوق كل هذا وذاك تراها تتحمّل غلاظة وقهر وخبث و”رزالة” الآخرين. ومن هم هؤلاء الآخرون، بالتأكيد العالم الذي يحيط بها.  أقرب الناس إليها، ومن الحلقة الأولى على وجه التحقيق، فإنهم طالما يضعونها بين فكي كماشة محاولين إحباط عزيمتها وإذلالها، والتعامل معها باحتقار ودونية لا تخطر على بال بشر!

المرأة هي أكبر من كل ذلك. نعم لو لا المرأة لما تحرّكت فينا المشاعر، ولا وصلنا إلى ما وصلنا إليه. إنها الملاذ الآمن للجميع.

وبصراحة أكثر، فإن المرأة لم تعد تحتمل كل هذا القهر والحرمان، والتعامل بشراسة من قبل البعض الذين يدّعون التحضّر من أصحاب العقول الخشبية الذي يعاملها كدمية لا قيمة لها!.

علينا أن نحافظ على هذا الكيان. على هذه الدرّة الثمينة التي افتقدها الكثيرون. المرأة نهر جارف من الحب والعطاء، وعليها تقع أعباء ومسؤوليات جسام، وهي قادرة على تحملها وبحب، ولا يمكن لها أن تتأفف أو تتذمّر، وهي الأم لذلك الجندي، وإلى ذلك الطفل الذي بحاجة إلى الدواء والكساء والطعام والحنان والدفء.

المرأة بحر من العواطف، فعلينا أن نمنحها بعض الحب، لكي تستمر وتتجاوز المحن والصعاب، وهذا أبسط حق من حقوقها التي نأمل أن يكون الجميع إلى جانبها، يُعاملها برقّة، بحنان. بطيبة بود وبلباقة، وأن يصغي إلى تلبية طلباتها. المرأة أكبر من أن نتحدث عنها، فضلاً عن أنها تظل هي الأم الأخت والزوجة، ولا ننسى نجاحاتها في الحياة، وهي قادرة على أن تقدم الكثير وتأخذ مكانة الرجل. فهي الطبيبة والمهندسة والقاضية والمحامية والأستاذة الجامعية، والعاملة والفلاحة.. إنها ينبوع من العطاء.