لكل السوريين

هل يهيمن الذكاء الاصطناعي على الأندية الإسبانية

في مايو 2024، شاهد المشاركون في قمة جنيف للذكاء الاصطناعي مباراة كرة قدم نظمت بين فريقين من الروبوتات في ملعب اصطناعي صغير من صنع مجموعة من طلاب جامعة إي.تي.إتش في زيورخ. وكان الفريقان يركلان الكرة ويمررانها ويتتبعانها بناءً على مدخلات من أجهزة استشعار.

وقال يان نيكو زايتش، المشرف العلمي على المشروع: “يتيح المشروع لطلابنا الجامعيين وطلاب الدراسات العليا فرصة تكوين خبرة على منصة آلية كاملة لاختبار الخوارزميات يمكن استخدامها في العالم الحقيقي لاحقًا.”

ما يتمُّ حاليًا هو اختبار للروبوتات في ملاعب كرة القدم في إطار تجارب بحثية ومسابقات دولية تهدف إلى تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتيات للتعامل مع المهام الحركية والتكتيكية في لعبة كرة القدم.

وتتنافس مختبرات جامعية وشركات تكنولوجية في ما بينها على تصميم روبوتات يمكنها أداء مهام مثل التمرير والمراوغة والتسديد باستخدام تقنيات رؤية حاسوبية وأنظمة تحكم تعتمد على التعلم الآلي. وتُجرى هذه التجارب غالبًا في ملاعب مصغرة أو بيئات محددة لضمان جمع البيانات وتحليل الأداء قبل الانتقال إلى سيناريوهات أكبر.

ويستخدم الباحثون تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الحركة والتكتيكات، مما يساعد الروبوتات على اتخاذ قرارات في الوقت الحقيقي، سواء أثناء المباريات التجريبية أو في بيئات محاكاة رقمية.

وعلى الرغم من التقدم الكبير في هذا المجال، تبقى هذه الاختبارات على مستوى البحث والتطوير التجريبي، ولم تصل بعد إلى مرحلة اللعب الجماعي ضمن مباريات احترافية مع لاعبين بشريين. إن الهدف الأساسي من هذه التجارب هو اختبار حدود الإمكانيات التقنية وتطوير الروبوتات بحيث يمكنها في المستقبل المساهمة في تحسين طرائق التدريب والتحليل الرياضي، وربما الوصول إلى مشاركات تجريبية في أحداث رياضية مصغرة.

قد يحتاج الأمر إلى وقت طويل قبل أن نجد روبوتات تشارك مع لاعبين بشر في مباريات حقيقية تُجرى على ملاعب عشبية، إلا أن الذكاء الاصطناعي يكتسب أرضًا جديدة كل يوم، ليصبح عنصرًا مهمًا في تطوير كرة القدم؛ على الأقل، هذا ما يحدث في دوري الدرجة الأولى الإسباني الذي تديره رابطة الدوري (الليغا).

ومن أجل معرفة إلى أي مدى وصل استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير كرة القدم الإسبانية، توجهت وكالة رويترز إلى رئيس إدارة تنفيذ وتطوير الذكاء الاصطناعي في الليغا، خابيير خيل، الذي أكد أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا من هوية الرابطة منذ فترة، لتصبح الأفضل استخدامًا له.

وقال خيل في مقابلة عبر البريد الإلكتروني: “الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من الحمض النووي لليغا. لقد مرت سنوات منذ أن قمنا بنشر حلول تعتمد على تحليل التنبؤات والخوارزميات.”

وتستفيد الليغا من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في كرة القدم بعدة طرق تساهم في تحسين الأداء وتطوير مستويات الابتكار على أرض الملعب وخارجها. وأبرز محاور هذه الاستفادة هي: جمع وتحليل بيانات المباريات باستخدام تقنيات متقدمة لتتبع حركة اللاعبين، ودراسة أنماط اللعب والتجمعات التكتيكية، مما يساعد المدربين على فهم نقاط القوة والضعف لدى الفرق وخصومهم، واتخاذ قرارات تكتيكية أكثر فعالية.

ويُساهم الذكاء الاصطناعي في دعم قرارات التحكيم وتحليل اللقطات بشكل سريع ودقيق، مما يقلل من الأخطاء البشرية في اتخاذ القرارات التحكيمية أثناء المباريات.

وأثبتت تقنيات الذكاء الاصطناعي فعالية في تقليل الإصابات وتحسين برامج التدريب من خلال تحليل البيانات الحيوية والحركية للاعبين، وتوقع مخاطر الإصابات وتحديد فترات الإجهاد، ويمكن للطواقم الطبية والتدريبية تصميم برامج تدريبية وقائية مخصصة لكل لاعب، مما يسهم في الحفاظ على صحته واستمرارية أدائه الجيد طوال الموسم.

وتساعد الأنظمة القائمة على تحليل البيانات الكبيرة في تحديد اللاعبين الواعدين في مستويات مختلفة.