لكل السوريين

المخدرات تجتاح شمال غرب سوريا والشريحة المستهدفة هم الشباب

السوري/ إدلب ـ لم يبق من آفات الحرب اي ظاهرة ولم تلق بظلالها على المجتمع السوري ككل، تلقي سنوات الحرب آثارها المدمرة على جميع شرائح المجتمع السوري وخاصة الشباب منه، مستهدفة عقولهم ومستقبلهم الذي هو بالأساس شبه مفقود مخلفة آثاراً سلبية على حياة وسلوك الشباب، ومن بين تلك الآفات ظاهرة المخدرات والحشيش وغيرها.

ففي دراسة جديدة أجرتها إحدى الجمعيات المعنية بمكافحة آثار الحروب، والتي بينت في تقريرها السنوي مؤخراً حجم الأعداد الهائلة التي تتعاطى المخدرات في شمال سوريا، حيث بلغ نسبة 22%من نسبة الشباب تتعاطى نوعاً من أنواع المخدرات سواء حبوب مخدرة مثل “البالتان والترامادول والكبتاكون والحشيش”، كما أن هناك فئة منهم تتعاطى الهيرويين والكوكائين.

وبحسب تصريحات النقيب مصطفى من القسم الجنائي في ادلب، قال فيها وصلنا بلاغ في تاريخ 24/8/2020عن خلية تنشط في ترويج وتعاطي المخدرات في مدينة معرتمصرين، وقمنا بمداهمة المكان المذكور والقبض على ثلاث شبان في مقتبل العمر وبحوزتهم كمية من الحبوب المخدرة من نوع كبتاغون.

وبعد التحقيق معهم أقروا بالقيام بالترويج والتوزيع والاعتراف على باقي أفراد العصابة المقيمين في ريف حلب الشمالي، والذين يقومون بدورهم بتهريب الحبوب من مناطق سيطرة النظام إلى ادلب وغيرها كما أشار النقيب.

وأضاف “أيضاً وبذات الشهر بتاريخ 29/8/2020بُلغنا بقيام أحد المهربين على الحدود التركية بإدخال كمية من المخدرات من نوع هيرويين من الأراضي التركية، وتوزيعها على عدد من المروجين في منطقة جسر الشغور، و قمنا بمداهمة عدد من بيوت هؤلاء المهربين وضبط كميات من المخدرات في حوزتهم”.

ولاشكّ أن من أهم الأسباب التي تساهم في ازدياد سرعة انتشار هذه الظاهرة هي الصيدليات العشوائية والغير منظمة أو مرخصة، إذ أن تلك الصيدليات تعتمد على الربح المادي فقط والتي فتحت الباب أمام فئة عمرية صغيرة أدت إلى الإدمان والضياع.

وحول هذا الموضوع حدثنا الدكتور زياد عن خطر صرف أي نوع من الدواء دون وصفة طبية حيث قال “أن انتشار الصيدليات المخالفة والتي غالباً ما يكون العامل فيها خارج النطاق الطبي، كانت سبباً في ترويج تلك الحبوب وسهولة شرائها دون أي رقابة أو متابعة وأن أكبر هم لتلك الصيدليات هو الربح الوفير بغض النظر عن السلبيات”.

وأوضح الدكتور “أن أهم المخاطر التي قد تصيب الانسان المتعاطي هي التهاب الكبد الوبائي ومشاكل القلب وظهور مشاكل نفسية تؤثر على المجتمع ككل، من حيث المعاملة وصعوبة التعايش مع المحيط وما ينتج عنها من تفكك للمجتمع وزيادة في معدل الجريمة”.

وأمام هذا الواقع الخطير وما يمكن أن يؤدي بفئة الشباب نحو المجهول والضياع  بدأ مجموعة من الشباب بالعمل على تأسيس رابطة لمكافحة المخدرات، للحيلولة دون تورط المزيد من الشباب والعمل على التوعية والتعريف على المخدرات وأضرارها.

حيث شكلت تلك الجمعية ورشة عمل مقرها مدينة ادلب مكونة من عدد من المتطوعين وطلاب الجامعات وإطلاق حملة عنوانها” لا للمخدرات “وقد بدأت تلك الرابطة عملها بنشر البروشورات الخاصة بالتوعية مع حملة إعلامية لنشر التوعية ومخاطر المخدرات على الفرد والمجتمع.

وتعد المخدرات وباء خطير ينتشر كما النار في الهشيم في المجتمع السوري بعد أن وفرت ظروف الحرب البيئة الخصبة للتعاطي والترويج، دون أي جهد يذكر لمكافحة تلك الجريمة التي تستهدف فئة الشباب فتذهل عقولهم وتعمي أبصارهم وتزيد من فقرهم لصالح تجار الأزمات وعرابيها.

تقرير/ عباس إدلبي