لكل السوريين

في ريف حلب.. الكمون يسيطر على ساحة الزراعة والإنتاج مرضي نوعاً ما

حلب/ خالد الحسين

يعتبر الكمون من المحاصيل الزراعية الطبية الأكثر رواجاً في سوريا ويعمل بزراعته العديد من أهالي ريف حلب الجنوبي كونه لا يتطلب منهم مستلزمات باهظة ومدة زراعته قصيرة , وعلى ما يبدو الكمون يعاني مشكلة مع الوعود حاله كحال المزارعين مع الوعود التي تطلقها الجهات المعنية وتنكث بها لاحقاً، لكن الفارق أن الكمّون بعد نثر بذوره في رحم الأرض، ينتظر بفارغ الصبر وعد المزارع والجهات المسؤولة بتوفير السقاية له وقوله ”بسقيك يا كمّون” لكن تمر الأيام ويبقى الكمّون ع الوعد، معوّلاً على ما يأتيه من أمطار الربيع.

وبين المهندس الزراعي محمود نحاس ان المساحات المقدرة من زراعة الكمون على مستوى المحافظة نحو 19 الف و 527 هكتار، ويقدر الإنتاج منها 700 كغ حتى واحد طن.

و يوضح نحاس انه بعد تقليب الارض ” الفلاحة ” في شهر كانون الثاني يقوم الغالبية من المزارعين برش ارض الكمون بأدوية ” تريفلان ” وذلك من أجل تخفيف ظهور النباتات المتطفلة ليصار الى قلة تعشيب الأرض، حيث يقلل نسبة 70  بالمئة من نظافة الارض للأعشاب، وبعد عدة ايام يقوم الفلاح بخلط 30 كيلوغرام من الكمون مع كيسين سماد ويتم البذار في الأيام الاخيرة من شهر كانون الثاني او اول ايام شباط  وعلى دفعتين للهكتار الواحد.

و بعد شهر يقوم الفلاح بتعشيب الأرض من النباتات الضارة وإذا أراد أن يوفي بوعده و يسقي الكمون كان خيرا، اما اذا كانت الأمطار وفيرة مثل هذا العام لا يستحسن سقاية الكمون لأنه حساس للمواعيد التي يطلقها الفلاح وعند النضوج في شهر أيار يتم الحصاد وجمع الكمون ” تكديسها كمجموعات ” وبعد اربعة ايام تقريبا يتم الحصاد و درسه لاستخراج تلك الحبات الصغيرة.

يقول أبو حسن أحد مزارعي الريف الجنوبي لحلب انه يقوم بزراعة الكمون منذ أكثر من 30 سنة فهي زراعة مربحة وتريح الأرض، أرضه غنية بالآزوت مشيراً إلى أن تغيير الدورة الزراعية تسمح بزيادة الإنتاجية والنوعية الجيدة من كلا النوعين.

و يؤكد ان الكمون لا يتأثر بعوامل الطقس والثلوج وانخفاض درجات الحرارة، فالبذور تكون في التربة خلال تلك الفترة، وحتى لو كانت نبتة صغيرة، وينحصر ضررها في فترة الإزهار بداية شهر أيار وخلاله وهي أضرار طفيفة حيث لا برد ولا ثلوج.

ولفت رئيس دائرة الإنتاج النباتي ان الكمون يعد من الزراعات الرائجة في سوريا لكن ما زالت محدودة جداً، وتقتصر زراعتها على بعض القرى، علماً بأنها مربحة لا تتطلب هذه الزراعة من المزارع أية تكاليف أو أعباء كبيرة.

أما عن حفظ الكمون، فيمكن وضعه في أكياس من الخيش، ولمدة تصل إلى سنتين، وفي بعض الأعوام لا يبقى من الموسم حبة كمون واحدة إذ يجري شراؤها على البيدر، حيث يباع بسعر الصرف الأجنبي.

الجدير ذكره أن للكمون موقعاً ريادياً لدى النسوة في إعداد وجباتهن الغذائية على اختلافها، وخصوصاً أنه يعد من فصيلة التوابل الفاتحة للشهية فضلاً عن شيوع استعماله لعلاج مغص الأطفال وآلام الروماتيزم وأوجاع المعدة ومعالجة الحصى في الكلى ولإيقاف رعاف الأنف.