حمص/ بسام الحمد
تشهد حمص وسط سوريا أزمة كبيرة نتيجة للارتفاع في درجات الحرارة، التي لم تؤثر فقط على المحاصيل الزراعية بل تسببت أيضاً في نفوق العديد من الدواجن وقطعان الماشية، ما يزيد من تفاقم الأزمة الاقتصادية في المنطقة. ورافق هذه الظروف الجوية الصعبة انقطاع طويل للتيار الكهربائي وانتشار الحواجز الأمنية، مما زاد من صعوبة النقل والتخزين، وأسهم في رفع أسعار المواد الغذائية في أسواق المدينة، حيث تضاعفت أسعار العديد من المواد خلال الأسبوعين الماضيين.
وأدى انتشار مرض “نيوكاسل” القاتل في حمص إلى نفوق آلاف الدواجن، ما يشكل تهديداً كبيراً لاستمرار قطاع الدواجن في المنطقة. ووفقاً للمربين المحليين، فإن المرض الذي يُعرف محلياً بـ “أبو عريف” يصيب الجهاز التنفسي للطيور وينتقل عبر الطعام والماء الملوث، بالإضافة إلى الحشرات والطيور المهاجرة. وتتمثل أعراض المرض في إسهال مائي أخضر، إفرازات جيرية، شلل في الأرجل، التواء في الرقبة، وصعوبة في التنفس، بالإضافة إلى خمول عام، مما يؤدي إلى نفوق الطيور خلال ساعات قليلة بعد ظهور الأعراض.
يُعرف مرض “نيوكاسل” بسرعته في الانتشار، حيث تصل نسبة النفوق فيه إلى 100% خلال 7 إلى 10 أيام، ولا يوجد له علاج فعال، بل يتم الاكتفاء باستخدام لقاحات داعمة للمناعة ومضادات حيوية لمنع العدوى الثانوية. إلا أن المربين يواجهون تحديات إضافية بسبب انقطاع اللقاحات من دمشق، ما ساهم في تفشي المرض، حيث تفتقر الأسواق إلى الأدوية الفعالة، وتتوفر الأدوية المتاحة بأسعار مرتفعة وبفعالية محدودة، مما يزيد من تفشي الأمراض بين الدواجن.
من جانبه، أشار المربون إلى أن استمرار الوضع على حاله مرهون بعودة مديرية الزراعة إلى العمل واستئناف نشاط المؤسسات الحكومية في حمص، حيث توقفت مديرية الزراعة عن العمل للشهر الخامس على التوالي، ما زاد من تفاقم الأزمة. هذا وارتفعت أسعار الفروج في حمص بشكل غير مسبوق في نهاية العام الماضي، مما أجبر بعض الباعة على إغلاق محالهم.
ويعاني السكان في وسط سوريا منذ سنوات من نقص حاد في المواد الأساسية مثل الخبز والمحروقات والغاز المنزلي، وخاصة مادة المازوت التي يُستخدم منها في السيارات والمشاريع الزراعية والصناعية، فضلاً عن استخدامها في التدفئة، مما يزيد من الأعباء المعيشية على المواطنين في هذه المنطقة التي تعاني من تصاعد الأزمات الاقتصادية والإنسانية.