لكل السوريين

لأسباب اقتصادية وأخرى اجتماعية.. الشباب يعزفون عن الزواج في حلب

حلب/ خالد الحسين  

تعاني فئة الشباب في وقتنا الحالي من التهميش وقلة الاهتمام. الشباب الذين لم تنصفهم الحياة في سورية، أو كانوا ضحية الوقت الذي انطلقت فيه الثورة، فلم يتمكنوا من الزواج أو عزفوا عنه نتيجة ظروف إما اقتصادية أو اجتماعية أو نفسية حتى.

يعيش محمود مع والدته المسنة وشقيقاته الثلاث في بيت وسط مدينة حلب، والتي انتقل إليها في عام ٢٠١٧م بعدما فقد والده وأخاه الأصغر في الحرب التي دارت رحاها في مدينة الرقة.

يتحدث محمود لـ “السوري” عن أسباب ابتعاده عن الزواج في الوقت الحالي، قائلاً: “انهيت الدراسة الجامعية، وكنت ادرس في كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم الأدب العربي لكن بعد التخرج وجدت نفسي ملزماً بتغطية نفقات أسرتي المتواضعة لكن عدم زواجي حتى الآن ليس رغبة مني، فالظروف الاقتصادية الصعبة هي التي أجبرتني، وأحتاج إلى تأسيس شيء لي (الزواج في ظروف كهذه مستحيل)”.

يضيف محمود: ” أعاني من تكدس الديون الكثيرة فالظروف المعيشة هذه الأيام أصبحت صعبة جداً  مصاريف على الدوام وآجار بيت ومصاريف شيقاتي الطالبات  الالتزامات المفروضة علي تدفعني إلى التضحية بكثير من رغباتي ومتطلباتي، وفي مقدمتها الزواج، علماً أن تكوين أسرة أمر جميل، وهدف هام في الحياة التي نعيشها”.

وأسلف محمود: “كثيراً ما يمازحني أصدقائي وأقاربي قائلين لي تزوج، فلا أملك رداً سوى الضحك، وأقول في نفسي إن الزواج في وادٍ وأنا في وادٍ آخر، وأحاول تغيير الموضوع وعدم النقاش فيه”.

لكن ليست الظروف المادية فقط عائقاً أمام الشبان السوريين، ولا تقف وحدها عقبة في طريق زواجهم. يقول ضياء (٣٨ عاماً): “بالنسبة لي، الزواج شيء ضروري ومهم في الحياة أما أنا، فتعد حالتي المادية جيدة نوعاً ما بالمقارنة مع محيطي. أعمل في التجارة، لكن حتى الآن لم أجد شريكة حياة مناسبة. والأمر الآخر أن نظرتي في الوقت الحالي للزواج اختلفت عما كانت عليه قبل عشرة أعوام”. يضيف محمد لـ “السوري”: “أخشى إن أقدمت على هذه الفكرة أن تتعثر، كما أنني وصلت إلى مرحلة أصبحتُ فيها صعب الإرضاء. والمشاكل التي تحدث مع أصدقائي المتزوجين أيضاً تشعرني بنوع من عدم الرغبة بالزواج”.

ويوضح: “أهلي يعيشون في دمشق ولو كانت والدتي هنا، لساعدتني ووجدت زوجة مناسبة لي ربّما لديها قدرة أكثر مني على البحث عنها، صحيح أن أهلي يضغطون علي، ويريدون مني الزواج، لكنني ما زلت أستطيع التملص منهم”.

عكرمة الدلي (٣٦ عاماً) من مدينة حلب يوضح أنه بالنسبة إلى عائلته، هذا الأمر خارج عن المألوف. والمتعارف عليه أن أقصى سن يبقى فيها الشاب عازباً هي ٢٤ عاماً، ويعتبر هذا عرفاً.

يضيف الدلي لـ “السوري”: ” كانت والدتي تلح علي دائماً حتى أتزوج، لكنّني كنت رافضاً للفكرة بشكل نهائي، فأنا لا أملك دخلاً أو حياة مستقرة أو مستقبلا حتى أفكر فيه اليوم، أقيم في منزلٍ اشترك فيه مع أهلي، ولا أظن أني سأقبل على الزواج إلا أن يكون لي بيتاً مستقلاً وظروف مادية مواتية للزواج حتى الآن، أنا مقتنع بأن الزواج في الوقت الحالي عبء لا أكثر”.

هذا وتختلف الآراء من شخصٍ لأخر ولكن من أهم أسباب العزوف عن الزواج في مدينة حلب هو غلاء المهور والأحوال الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها الشباب.