لكل السوريين

موجة الغلاء الفظيعة تتحكم بمسارات مؤونة الشتاء باللاذقية

اللاذقية/ سلاف العلي

تشهد الأسواق في محافظة اللاذقية موجة غلاء فاحشة طالت معظم المواد والسلع الغذائية، في ظل عدم قدرة الكثير من ‏العائلات على تأمين احتياجاتها الأساسية، إضافة إلى قلة فرص العمل، وازدياد نسبة البطالة, حركة البيع والشراء في معظم الأسواق ضعيفة، بسبب ضعف القوة الشرائية للمواطن، وارتفاع أسعار المواد بشكل عام، أن حركة البيع والشراء انخفضت بنسبة تصل إلى50%, كانت الأسر في مختلف مناطق اللاذقية تعد مؤونة الشتاء قبل أن يحل فصل الشتاء، إلا أن ارتفاع أسعار المواد الأساسية جعل الكثير من الأهالي يعزفون عنها هذا العام، لأنها باتت عبئا كبيرا يثقل كاهل الأسرة.

قال لنا السيد أبو ليث وهو أحد تجار البازار المعروفين: أن ارتفاع الأسعار مشكلة معقدة وهي مرتبطة بالعديد من المشاكل وتشترك فيها جميع الجهات صاحبة القرار وليس جهة واحدة؛ من النقل الى قضية رفع الطاقة وقلة المواد ورفع الكهرباء، الى البذار والأسمدة، كلها مجتمعة تؤدي لرفع الأسعار، كذلك المنافسة هي الجزء الأساسي من عملية تخفيض السعر، الأمر الذي يترافق مع ضبط عمليات الغش.

وأخبرنا السيد أبو ليث عن حركة أسعار بعض الخضر والفواكه، وان سعر كيلو البندورة تراوح بين1300الى 1500ليرة سورية، بعد أن وصل سعره إلى ما يزيد على 2500 ليرة خلال الأيام السابقة, وان كيلو البطاطا بين2200 إلى 2500 بعد أن كان بما يزيد على3000 ليرة وكيلو الكوسا بين1400الى 1600ليرة بعد أن تجاوز سعره 3 آلاف ليرة، أما الجزر فقد وصل سعر الكيلو 2000 ليرة، في حين تم تسعير التفاح من 2000 ليرة إلى 2500 ليرة, أن سعر كيلو الباذنجان العجمي تراوح بين 1000 و1200 ليرة سورية، وكيلو الباذنجان البلدي نوع أول تراوح بين 1050 و1100 ليرة، وأما الحمصي فقد تراوح بين 600 و950 ليرة, وأما الفليفلة الأساسية في صنع المكدوس المصنع من الباذنجان بلغ سعر كيلو الفليفلة الحلوة 1100 و1300 ليرة، وأما الحادة فهو بين 1800 و2000 ليرة. وأما الجوز فيتراوح سعر الكيلو الواحد بين 35 و40 ألف ليرة.

ام جوزيف قالت لنا: إن تحضير المؤونة اليوم يحتاج لمبالغ مالية كبيرة، ومعظم العائلات بالكاد قادرة على توفير قوت يومها، فسابقا كنا نقضي وقتا طويلا في تحضير المؤونة من (دبس البندورة، والمكدوس، والمخللات بأنواعها، ومشتقات ‏الألبان، والملوخية، وورق العنب والبازلاء وغيرها) إلا أن غلاء الأسعار وعدم توفر المال الكافي كان سببا في ابتعاد الكثير من العائلات عن تصنيع المؤونة.

‏وأضافت بأنها اعتادت سابقا على سبيل المثال، صناعة قرابة الـ 50 كيلو من المكدوس، ولكن هذا العام مختلف تماما، حيث أن تكلفة صناعة 50 كيلو من الباذنجان (مكدوس) تتراوح بين الـ 200 والـ 250 ‏ألف ليرة سورية، وهذا مبلغ كبير جدا ولا تستطيع تأمينه. ‏وأكدت أنها تخلت عن تجهيز العديد من أصناف ‏المؤونة التي طالما اعتادت على صنعها سابقا بسبب ارتفاع الأسعار.

المهندسة الزراعية السيدة ميرفت اخبرتنا ما يلي: ليس بإمكانها الاستغناء عن تحضير المؤونة الشتوية، فهي تعتبر إحدى التدابير الضرورية التي يتم اتخاذها من قبل العائلات، لمواجهة ارتفاع الأسعار الذي يطال كافة المواد الغذائية في فصل الشتاء، لذلك على الرغم من ارتفاع التكلفة لتحضير المؤونة إلا أنه لا بد من تحضير بعض الكميات ولو كانت بنسب قليلة، فهي أفضل من لا شيء، وأن العديد من العائلات عملت على تقليص واختصار كميات المؤونة المعتادة، فلا يوجد بديل أمامهم لمواجهة أزمات الشتاء القاسية.

‏ان أصحاب القرار الذين عليهم أن يعترفوا بأن تأمين المواد، سوف يساهم في تخفيض الأسعار مباشرة، مثلا تأمين الأسمدة وتخفيض أسعار الطاقة، مع التأكد من وفرة المواد، يجب ألا يبحثوا عن طرق لتخفيض للسعر، وإنما زيادة الدخل وليس بالضرورة زيادة الرواتب، أن رفع الدخل أهون وأفضل من تخفيض الأسعار، لذلك لابد من العمل بشكل جدي لإقامة مشاريع جديدة، تؤدي إلى تحسين مستوى معيشة المواطن، لأن بقاء الوضع على ما هو عليه هو ضعف للاقتصاد بشكل عام.

ان أسعار المواد اللازمة لتحضير المؤونة جعلت السيدة ام تمام تستغني عن تحضير مؤونتها هذا العام بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية، وأكدت أن تحضيرها أصبح حكرا على الأغنياء ومحرما على متوسطي الدخل الفقراء الذين يعانون أوضاعا معيشية غاية في السوء.

السيدة ام عمر اكدت لنا: في كل عام كانت تحضر مؤونة الشتاء بكميات كبيرة وكافية، لأن فصل الشتاء قاس، وتزداد فيه المصاريف المنزلية بشكل أكبر وملحوظ، إلا أن هذا العام يبدو مختلفا تماما عما سبقه من الأعوام، حيث أن تكلفة تزويد أي بيت بالقدر الكاف من المؤونة المعتادة يحتاج لأكثر من مليون ليرة سورية على الأقل لعائلة صغيرة، ولن تتمكن الاسر من تموين الكميات المعتادة بسبب الغلاء، ليس فقط بأسعار الخضار والفواكه إنما كافة أنواع المواد الغذائية اللازمة لتحضيرها من زيت وسكر, إضافة إلى الغاز، وقالت :  سنقوم بتقليص الكميات وسنكتفي بتحضير بعضها حسب مقدرتنا المادية.

ويبقى أهالي محافظة اللاذقية كباقي السوريين يعجزون عن الوصول لأغلب المواد الأساسية للحياة، بسبب انخفاض دخلهم الشهري وسوء الأوضاع المعيشية، والتضخم غير المسبوق.