لكل السوريين

في الشمال السوري.. سنوات القحط تودي بالثروة الحيوانية إلى الهلاك

تقرير/ صالح اسماعيل 

يواجه مربو المواشي في الشمال السوري خطر نفوق الثروة الحيوانية، بسبب قلة المراعي، وارتفاع أسعار الأعلاف مقارنة مع تدني أسعار المواشي التي تحتاج تربيتها لكثير من التكاليف.

أدى تدني مستوى الأمطار العام الماضي لعدم توافر المراعي في مساحات شاسعة تساعد مربي المواشي لسد متطلبات تربية حيواناتهم وتأمين أعلافها، بالإضافة لضعف الحركة التجارية وانخفاض أسعار المواشي مقارنة بأسعار الأعلاف التي باتت تفوق قدراتهم المادية.

المربي عبد الله النواف يقول: “لقد خسرت أكثر من نصف الأغنام التي أمتلكها وأقوم برعايته، وذلك من أجل الحفاظ على ما تبقى منها، بسبب ما نشهده من قحط أودى بهلاك المراعي وغلاء أسعار الأعلاف التي لم تعد تتوافر بشكل يسد متطلبات تربية الأغنام”.

وأبدى النواف تخوفه من استمرار سنوات القحط على غرار العام الماضي والتي ستستنزف ما تبقى من أغنام يرعاها، وتودى بمصيره وعائلته إلى الهلاك.

ومن جانبه بيّن المربي مهنى الغضبان بأن الحركة التجارية لأسواق المواشي تشهد حالة ركود وانخفاض كبير لأسعار المواشي مقارنة مع الأعوام السابقة حيث انخفضت إلى الربع تقريباً.

وطالب كل من النواف والغضبان بدعم الثروة الحيوانية وتوفير الأعلاف بأسعار مدعومة للحفاظ على الثروة الحيوانية من الإنقراض.

وارتفعت أسعار الأعلاف بنسبة كبيرة لهذا العام حيث بلغ سعر الكيلو غرام من التبن الأبيض 700 ليرة سورية،  وسعر الكيلو غرام من مادة الشعير العلفي 1450 ليرة سورية، وسعر الكيلو من مادة النخالة 1200ليرة في الأسواق السوداء.

وتراجع قطاع الثروة الحيوانية في سوريا بشكل عام في هذا العام بشكل اقترب من الوصول للضعف بحسب مربيين، ويعود ذلك كما أسلفنا في التقرير لانخفاض سعر المواشي بشكل كبير قياسا بالارتفاع الكبير الذي تشهده أسعار الأعلاف بكافة أنواعها.

وتتواجد أغلبية مربيي المواشي في مناطق شمال شرقي سوريا، ويعود ذلك لعدة أسباب أبرزها الأمان الذي تنعم به المناطق التي تدار من قبل الإدارة الذاتية.

ولا يتوقع الكثير من مربيي المواشي أن يتحسن حال مواشيهم هذا العام في حال استمرار حالة الجفاف الذي تشهدها البلاد، والتي أثرت بشكل كبير على قطاع الثروة الحيوانية بشكل عام.