لكل السوريين

حكومة عاجزة عن الاجتماع في لبنان.. وتعد اللبنانيين باستعادة فرحهم!!

تقرير/ محمد الصالح  

في وقت تعصف الأزمات بلبنان من كل جانب، وتحرمه من دوره الريادي كمجتمع تتعايش فيه مختلف الأقليات العرقية والمذهبية بحرية وتناغم.

ويحرمه نزيف هجرة الأطباء، وإقفال عدد كبير من شركات الأدوية مراكز عملها، من الريادة التي كان يتمتع بها، في مجال الطب، والأبحاث والدراسات العلمية، حيث كان نقطة التقاء لجميع المرضى القادمين من دول مجاورة لتلقي العلاج.

وتفقده أزمته الخانقة، وتوتر علاقاته مع دول الخليج، دوره الريادي التي كان يتمتع به في مجال السياحة والاصطياف.

أبت النيران إلّا أن تساهم في نزع صفة الأخضر عن لبنان، الذي كان يعرف بلبنان الأخضر، حيث التهمت ألسنة اللهب مساحات واسعة من أشجار الصنوبر والزيتون، والنباتات الأخرى، في مختلف المناطق اللبنانية، وأحالتها إلى  ‏مساحات سوداء متفحمة.

وفي ظل الحرائق الطبيعية والسياسية والاجتماعية والمعيشية المستعرة في لبنان، وعد نجيب ميقاتي اللبنانيين بأنه سيعيد الفرح لهم، من خلال جهود حكومته التي لم تتمكن حتى الأن، من فعل أي شيء لتحسين ظروفهم، في أي جانب من حياتهم.

قرارات مستهجنة

أثارت دهشة معظم اللبنانيين، كلمة رئيس الحكومة التي ألقاها على هامش إطلاقه لصندوق “إعادة بناء مؤسسات الأعمال في بيروت على نحو أفضل” وقال فيها “سنعيد الفرح إلى اللبنانيين”، حيث تزامن تصريح ميقاتي مع انخفاض قياسي جديد لسعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار تخطى عتبة الـ 23 ألف ليرة للدولار الواحد.

ومع قرار وزارة الاقتصاد اللبنانية برفع سعر ربطة الخبز، وتخفيض وزنها، الذي صدر في اليوم نفسه، وربطة الخبز من السلع القليلة من قوت اللبنانيين التي لا تزال تحظى بدعم من الدولة اللبنانية، حقق سعرها ارتفاعاً قياسياً جديداً لم يشهده لبنان في تاريخه.

وبعد يوم واحد من هذا التصريح حدثت ارتفاعات قياسية جديدة في أسعار المحروقات، حيث لامس سعر صفيحة المازوت الـ 311 ألف ليرة مرتفعاً بمقدار 18400 ليرة لبنانية، إضافة إلى ارتفاع سعر أسطوانة الغاز 14900 ليرة لتصبح بـ 266 ألف ليرة، وهو الارتفاع الثاني لأسعار المحروقات في البلاد في أقل من يومين فقط.

وحكومة عاجزة

جاءت تصريحات ميقاتي في وقت تعاني حكومته من أزمة تهدد بقاءها، حيث عجزت عن الدعوة لعقد اجتماعها، لتتجنب انفجارها وسط الخلافات السياسية والانقسامات حول معظم الملفات المطروحة على جدول أعمالها، حيث تواجهها أزمات عديدة وتؤدي إلى تعطيل عملها، وفي مقدمتها امتناع وزراء حزب الله، وحركة أمل عن حضور أي جلسة وزارية لا تتضمن حلاً لإبعاد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، عن ملف التحقيق بانفجار ميناء بيروت، على خلفية اتهامه بأنه يسيّس التحقيق، من خلال استدعائه واتهامه لوزراء ونواب محسوبين على حلفاء حزب الله، بالتقصير والإهمال الذي أدى إلى وقوع الانفجار.

ومن جهة أخرى، برزت الأزمة التي نشأت بين لبنان ودول الخليج على خلفية تصريحات وزير الإعلام اللبناني، كمانع آخر من موانع انعقاد الحكومة، بسبب عدم حل معضلة استقالة أو بقاء جورج قرداحي، في ظل الانقسام السياسي الحاد بين أطراف الحكومة حول أسلوب التعامل مع الخطوات الخليجية تجاه لبنان.

ما أبقى الحكومة بحالة شلل تام، فلا هي قادرة على الدعوة لجلسة يكون فيها القرداحي حاضرا.

ولا استقالة القرداحي واردة لأنه ستليها استقالة وزراء مقربين من حزب الله بما يسقط الحكومة.

الفاتيكان يحذر

دفعت الأزمة المستعصية في لبنان، وموجات الهجرة المتصاعدة بسببها، الفاتيكان إلى التحذير من هجرة المكوّن المسيحي من لبنان والمنطقة.

واعتبر أن الوجود المسيحي، والدور السياسي الذي يلعبه المسيحيون في لبنان والشرق في خطر، وقد بلغ الخطوط الحمراء، بعد تزايد أعداد العائلات الراغبة بالهجرة، حيث بدأت بعض البلدات تفرغ من شبابها، “في حين أن الديموغرافيا المسيحية تنخفض بسبب عدم الإقبال على الزواج والولادات، وأتت الهجرة في ظل هذا العهد لتقضي على أي أمل بتعديل الميزان الديموغرافي”.

وأعلنت مصادر في الفاتيكان تخوّفها من وجود مخطط لضرب أسس الكيان اللبناني، من خلال السعي لإفلاس الدولة، وانهيار القطاعات التي تشكل رافعة للبلد مثل المصارف والمستشفيات والمدارس والجامعات، ثمّ ضرب المؤسسات الدستورية، وإفقار الشعب ودفعه إلى اليأس والهجرة، ليفرغ البلد من كل طاقاته، وعندها “يضمحل لبنان المتعارف عليه وتسيطر شريعة الغاب فيه”، ويتمكن الطرف الأقوى من بسط سيطرته على مقدّرات البلاد.