لكل السوريين

أشجار الكينا على طريق حمص.. منظر جمالي خطف الكثير من الأرواح

تحول المنظر الجمالي على اوتستراد حمص-طرطوس، حمص-دمشق إلى كابوس يقض مضاجع القائمين على صيانة الطرقات المركزية خاصة في طرطوس نظراً للمعاناة والتكاليف التي يتحملونها لقيامهم بأعمال الصيانة والتنظيف السنوية والمستمرة والبالغة مئات الملايين، جراء ما تسببه جذوع الكينا من أضرار بالقميص الزفتي تظهر على شكل تشققات كبيرة في جسم الطريق.
بالإضافة إلى ما تسببه من حوادث مؤسفة نتيجة سقوط الأغصان الكبيرة خلال موسم الرياح الشديدة، والوقائع تفيد بوقوع عدة حوادث مرورية بسببها، ولاسيما من جهة محافظة حمص، ولعل أهالي المنطقة يتذكرون بألم حادث جسر أرزونة على أوتستراد حمص طرطوس والذي أدى لوقوع وفيات، بالإضافة لوقوع عدة حوادث أخرى مماثلة والتي تنتهي بتسطير ضبوط لتلك الحوادث وكأنها قضاء وقدر بدون أي إجراء لمعالجة أسباب المشكلة من خلال آليات عملية.
وقدمت مديرية المواصلات بحمص أكثر من كتاب للسماح للمديرية بإزالتها كون موضوع إزالة الأشجار يعتبر بحسب وزارة الزراعة جرماً يستوجب المسائلة القانونية، كما وجهت كتب مماثلة لمحافظ طرطوس تتضمن مخاطبة الزراعة بالموافقة على ذلك نظراً لما تحدثه هذه الأشجار من مخاطر جسيمة سواء على السلامة المرورية، أو لجهة ما تحدثه من أضرار فادحة ومكلفة على خزينة الدولة تقدر بمئات الملايين سنوياً، وما ترصده المؤسسة لقاء القيام بأعمال الصيانة الدورية وتنظيف للمصاريف المطرية للطرقات الدولية.
وعمدت وزارة الزراعة منذ عقود على زراعة هذه الأشجار ضمن المصاريف المطرية دون موافقة المؤسسة المالكة والتي تعود لها مسؤولية متابعة أحوال الطرقات، وبحسب مسؤول في المواصلات فإنه تم تقديم عدة مقترحات، منها زراعة أشجار بديلة عنها مثل السرو، وأن تسمح الزراعة للقطاع الخاص بتقليم تلك الأشجار وتشذيبها وبيع الحطب الناتج عنها من خلال مزايدة علنية، حيث يقدر سعر طن الحطب بأكثر من مئتي ألف ليرة، أو أي طريقة أخرى مناسبة، فالأهم معالجة المخاطر الكارثية سواء على السلامة المرورية، أو هدر مبالغ طائلة لزوم أعمال الصيانة والتنظيف وغيرها.
يرى أهالي ومسؤولين إن الجذوع مشكلة تحتاج إلى تنسيق بين الجهات المعنية لوضع الحلول المناسبة لها، فليس مقبولاً تأجيل الحلول من خلال رمي أو تحميل المسؤولية لهذه الجهة أو تلك، فيما الحوادث تزداد وهدر الأموال مستمر في غير مكانه.
وأشجار الكينا تمتاز بشراهتها الكبيرة للمياه، حيث تستنزف كميات هائلة من مياه الأمطار ويلاحظ ذلك من خلال نموها السريع وامتداد أغصانها الكبيرة والطويلة إذ يصل ارتفاعها لأكثر من 15 متراً وهي تعيش لعقود من الزمن، ومن صفاتها أيضاً أنها كثيرة التكاثر وتتجدد أوراقها تلقائيا بعد تساقط الأوراق الصفراء، وجذعها يصل قطره لأكثر من متر، كما أن جذورها ليست عميقة بل سطحية، وهنا تكمن خطورتها جراء تمددها إلى تخريب القميص الإسفلتي والأرصفة.