لكل السوريين

مع دخول الشتاء.. سكان أحياء في حمص يشتكون من المستنقعات

حمص/ بسام الحمد 

تتأثر صحة عشرات العائلات في أحياء حمص الشمالية، بتشكّل مستنقع نتيجة توجيه الصرف الصحي إلى أماكن مكشوفة قريبة من المناطق السكنية للأهالي، ليتحوّل المكان إلى بيئة تملؤها الحشرات والقوارض، ما يعني تلوثًا لمياه الآبار السطحية.

قال عبد القادر وهو يقطن في أحد الأحياء المتطرفة لمدينة حمص، إن مياه المستنقع تختلط بالنفايات ومواد أخرى ضارة، عدا عن الحشرات التي تتكاثر بمحيط المستنقع، ما يؤثر على صحة الأهالي، خصوصًا الأطفال الذين يلعبون دون وعي منهم بالقرب من المستنقع.

وحين تصرّف كمية من مياه الصرف الصحي في بيئة الحي دون أي معالجة، ستتفاعل البكتيريا والفطريات في المكان أكثر، ما يمكن أن يؤدي إلى تلويث المياه المستخدمة للنشاط اليومي، مثل ري التربة، بمعنى أن التربة في هذه المنطقة “ميتة”، وفق تعبير عبد القادر، الذي يعمل في المجال الزراعي بالمنطقة.

ومعظم الأهالي يسكنون على أطراف المستنقع، وبعد تقديم الشكاوى عدة مرات إلى الجهات المختصة، خصصت البلدية فريقًا للكشف عن المكان وتحديد المشكلة، “على أساس أن يتم إيقاف تدفق مياه الصرف الصحي، إلا أن الفريق ذهب بعد ذلك، ولم يترتب على هذه الخطوة أي شيء”، وفق ما أضافه.

وتكمن المشكلة الكبرى، وفق عبد القادر، مع دخول فصل الشتاء، إذ ستترتّب على هطول الأمطار زيادة في منسوب المياه الملوثة في الحي، ما يثير قلق الأهالي، إلا أنه “ليس باليد حيلة”.

عبد القادر ليس الشخص الوحيد الذي يعاني من تلوث المياه في الحي نتيجة تجمع مياه الصرف الصحي، إذ قال جودت (30 عامًا)، وهو أحد أبناء الحي أيضًا، “إذا استمرت المشكلة لشهر إضافي، ومع هطول الأمطار، سيصبح لدينا نهر من المستنقعات”.

ويحاول الأهالي، بمبادرة فردية، وذلك من أجل تنفيذ مشروع لحل المشكلة، في ظل وجود أنظمة صرف صحي تفتقر إلى الحماية الكافية ضد المخاطر الصحية.

ولمياه الصرف الصحي عدة مصادر هي: أحواض الاستحمام والمراحيض، ومخرجات الأنشطة التجارية والصناعية والزراعية، وجريان مياه الأمطار، وما تحمله من أملاح الطريق والزيوت والشحوم والمواد الكيماوية إلى مجاري المياه.

ووفق تقرير للأمم المتحدة، فإن أكثر من 80% من مياه الصرف الصحي في العالم تتدفق مرة أخرى إلى البيئة دون معالجتها أو إعادة استخدامها، بينما في بعض البلدان الأقل نموًا، يتجاوز الرقم 95%.

ويمكن لتصفية المياه أن تكون حلًا مؤقتًا، وهو ما يفعله معظم الأهالي، حيث تجري خلالها إزالة الأشياء الملوثة أو القطع الصلبة، التي يمكن أن تعوق المضخات أو التنقية اللاحقة للصرف الصحي.