لكل السوريين

التحديات الإنسانية وظاهرة التسول في “الرقة”

إعداد/ الباحث محمد عزو 

“الرقة” في أيامنا هذه تغص بالنازحين إليها من كافة المحافظات السورية جراء النزاعات المسلحة، إذ أن عدد سكان المدينة فقط تجاوز المليون نسمة، بعد أن كان حسب آخر إحصائية أجرتها الدولة السورية قبل الأحداث المؤسفة بحدود/400000 نسمة/.

إن عدد سكان المدينة المرتفع اليوم  كان له عواقب وخيمة، إذ أنه أرتفع عدد الجرائم في “الرقة” وكانت الأسباب وراء ذلك إرتفاع نسبة تعاطي المخدرات في المدينة بشكل مخيف، أما ارتفاع ظاهرة التسول يقف وراءها الإفراط المتدني في عدم المحاسبة.

اليوم نشهد أن الظاهرة الطاغية في المجتمع الرقاوي الذي يحمل الاسم فقط، هي ظاهرة التسول كما أسلفنا وهي منتشرة بشكل أفقي ومرعب وخاصة في الآونة الأخيرة.

ولا شك بأنها ظاهرة سلبية وسيئة وأن هذه الظاهرة تؤشر على وجود عدد من المشاكل الاجتماعية والأخلاقية في مدينتنا “الرقة” ، التي لم تعرف من قبل مثل هذه الظاهرة بشكلها المرعب هذا إلا بعد تفاقم الأزمة السورية المؤسفة.

إن أسباب التسول الحاجة والضرورة، ورغم مغريات التسول في سهولة جمع المال، مما يشجعهم على انتهاج هذا المسلك المشين في الحياة، وترك اتباع السبل الجميلة الأخرى في الحياة في سبيل تحصيل الرزق.

إلا أن تهاون المؤسسة الرسمية في الحد من هذه الظاهرة في الرقة، حيث أن تقاعس هذه المؤسسة الرسمية عن مسؤولياتها في الرقابة على هذه الظاهرة التي تتفاقم يوماً بعد يوم، ومحاسبة من يقف وراءها قسراً وعمداً في سبيل انتشارها وشيوعها في مدينتنا كان سبباً رئيساً في انتشارها، حيث لا توجد مظلة أمان أجتماعي تحمي الفقراء والمحتاجين من المشردين النازحين لسد احتياجاتهم.

إن ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني في “الرقة” في غالبيتها هي منطمات نفعية. علماً أن مصطلح المجتمع المدني الذي تحمله هذه المنظمات يشير إلى جميع أنواع الأنشطة التطوعية التي تقوم بتنظيمها الجماعة حول مصالح وقيم وأهداف مشتركة.

وتشمل هذه الأنشطة المتنوعة الغاية  التي ينخرط فيها المجتمع المدني تقديم الخدمات للناس لسد ثغرات  حاجاتهم، وكذلك دعم التعليم المستقل، والتاثير على السياسات العامة.

في العالم المتطور أصبحت منظمات المجتمع المدني تمثل مستوى منقطع النظير خاصة في السنوات الأخيرة، وبذلك أصبحت منظمات المجتمع المدني جهات فاعلة أساسية في كثير من بلدان العالم. وبشكل عام تقاعس هذه المنظمات زاد من الصعوبات التي تعاني منها في الاصل منظمات المجتمع المدني في الرقة، كما أن جهود هذه المنظمات الخجولة في معالجة المشاكل المجتمعية في الرقة هي الأخرى زادت من عمليات التسول في مدينة “الرقة”.