لكل السوريين

من آستانة 18 إلى آستانة 1 اتفقنا على مؤتمر جديد!!!؟

محمد خليل 

التأكيد على وحدة الأراضي السورية وسيادتها والتهدئة في إدلب ومحاربة الجماعات الإرهابية، هي أبرز مخرجات آستانة رقم 18، ولكن أي وحدة أو أي سيادة يتكلمون عنها؟

أردوغان الذي احتل أكثر من 30 بالمئة من الأراضي السورية ويتوعد باحتلال المزيد؟، أما روسيا التي وضعت يدها على جميع المفاصل الدولة بمؤسساتها المدنية والعسكرية؟!

أما إيران التي تعامل سوريا على أنها ولاية إيرانية؟!

نعم إنها أستانة، أحد حبوب المخدر التي صنعت لإفقاد الحراك الشعبي من مضمونه، حاله كحال مؤتمر جنيف وموسكو وسوتشي …إلخ.

ولد المؤتمر (أستانة) عام 2017 بين القوى الثلاثة تركيا وروسيا وإيران، وأحدث في العام ذاته 7 مؤتمرات له، كان الهدف المعلن هو إيجاد حل للأزمة السورية، ولكن على ما يبدو هو كان خطة لمنع الصدام العسكري بين القوى الثلاثة في سوريا، وتوزيع الحصص من الكعكة السورية، ودليل على ذلك هو انعقاد أستانة جديد كلما زاد التوتر.

وعلى ما يبدو أن أستانة 18 هو تحليل جديد للعملية التركية المزعومة تنفيذها ضد مناطق الشمال السوري، وعدم رغبة إيران وروسيا تنفيذها هو السبب الرئيسي لانعقاده، والاتفاق على أستانة 19 ضمن النصف الثاني من العام الجاري، إضافة لأستانة مصغر على المستوى الوزاري، ووضع نظام جديد للمقايضات في ظل التقلبات السياسية والإقليمية.

أما السؤال المهم في هذا المؤتمر ما هو تأثيره على سير العملية التركية؟ وهل استطاعت أخذ الضوء الأخضر لعمليتها؟ وهل دفعت الثمن باهظ هذه المرة إن كان كذلك؟

أعتقد بأنه لم ينجح الرئيس التركي في إقناع الأطراف بعمليته لأن الثمن كان باهظ، ويلعب في ذلك عدة أسباب، لأن المشهد السياسي مشغول في ملفات بدت أكثر أهمية من الملف السوري.

أولا، اقتناع روسيا أن المناطق التي وضعتها تركية هدفا لعمليتها مثل منبج وتل رفعت أصبحت مناطق نفوذ لها خاصة بعد انتشار القوات الروسية وقوات الحكومة السورية فيها.

كما تحيز تركيا للملف الأوكراني الغير معلن من خلال تزويد بطائرات الاستطلاع التي كبدت القوات الروسية خسائر فادحة، تعد من الأسباب التي تدفع روسيا لعدم تأييدها لتلك العمليات.

وطلب روسيا نقل مكان محادثات جنيف لعدم قدرة روسيا الوصول لها بسبب تأزم علاقاتها مع الغرب الذي لم يحض بتأييد تركي يعد من تلك الأسباب.

والكثير من الملفات الشائكة التي أصبحت أكثر تعقيدا من أي وقت سابق.

فالنتيجة لم يصل المؤتمر لنتائج تذكر، ولن يصل الأطراف الثلاثة الكل منها يسعى لتثبيت وجوده، وتوسعة نفوذه، ويظن أن وجوده في سوريا استراتيجي، لا يمكن المساومة عليه، وتلك المؤتمرات لم تعد للشعب السوري وحل أزمته، بل أفضت لحل النزاعات على مناطق النفوذ.