لكل السوريين

الترويج لسماد الدود

في الفترة الأخيرة كثر الحديث عن سماد الدود في الأوساط غير الرسمية الذي تم تبنيه من قبل بعض الجهات، وقررت وزارة الزراعة مؤخراً من اعتماده بشكل أصولي في مشاريعها بعد أن وصل سعر السماد إلى أرقام مرعبة، وهذا ما جعل المزارع يقبل على شرائه في ظل الارتفاع المتزايد لبقية الاحتياجات الخاصة بالزراعة لجهة تحضير الأرض للزراعة والعمل على تأمين الري، وكذلك ما مدى توافر النقل الثالوث المكمل للزراعة.

وسبق أن تم الترويج لهذا المشروع من قبل منتجي هذا السماد، والذي يمكن لأي شخص العمل به، واعتماده كمشروع مستدام ومربح في ظل غلاء أسعار الأسمدة البقية التي كان يعتمد عليها. وقد استفاد بعضهم بإنتاج سماد الدود المعروف بـ “فيرمي كمبوست”، وهو لا يحتاج إلى امكانيات مادية، بل يحتاج إلى شراء أعداد قليلة من الدود، ومن ثم يتم مكاثرته. وأنشأ بعض المهتمين أحواض لجهة تربية الديدان، وازدادت بهذه التجربة، وهو أن الأرض التي تم تسميدها بسماد الدود كانت نتائج مردودها أفضل من تلك التي تم تسميدها بالمواد الكيماوية المعروفة. وأكد بعض المنتجين أن الخطوة من هذه التجربة أن غايته الأساسية تأمين غذاء صحي وليس الهدف مادياً، أضف ـ وهذا الأهم ـ هو تخليص البيئة من الفضلات والمخلفات، ويأمل أمثال هؤلاء المنتجين لسماد الدود بدعم تجربتهم من قبل وزارة الزراعة والهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية السورية ليصار إلى تجهيز المشروعات إلى مشروعات استراتيجية يمكن الاعتماد عليها والأخذ بها، وبأسعار رخيصة بدلاً من الاعتماد على الأسمدة الكيماوية التي صارت أسعارها تحرق جيب المزارع والفلاح على السواء!

إنَّ سعر الكيلو غرام الواحد من الدود وصل إلى 300 ألف ليرة سورية، و هناك ترويج اتبعه البعض، وهو أن استخدام هذا النوع من السماد لأربع سنوات كفيل بسد حاجة الأرض من كافة أنواع السماد. ويؤكد أحد الخبراء أنّ هذا لا يمكن أن يحل بدلاً من السماد المعمول به في السابق، ولا زال يعمل به من قبل الفلاحين، فلا بد من معرفة نوع الأرض وتحليل مكونات تربتها، ومعرفة ما ينقصها من عناصر كون هذا السماد يفتقر للكثير من العناصر والمعادن المهمة، وأنه لا بد من تعميق الإشراف والأبحاث إضافة لإنشاء معامل تقنية متخصصة لفرز وتحليل ذلك وفق معطيات نوع التربة المراد تسميدها، مع اعتماد أغذية معينة للديدان.

إنَّ مشروع سماد الـ “فيرمي كمبوست” سبق أن أستخدم في أوربا منذ حوالي مئة عام وكان يستخدم لديهم لتسميد حدائق المنازل وإنتاج بعض الخضار وليس للمحاصيل الاستراتيجية المعروفة لدينا، وعلى نطاق واسع، لا سيما أن تلك المساحات الشاسعة من الأراضي التي يتم زراعتها بالقمح والشعير والذرة الصفراء والقطن بحاجة إلى مئات الأطنان من الأسمدة، وسماد الديدان لا يشكل بديلاً عن بقية الأسمدة وخاصة للمحاصيل الرئيسة التي يعتمد عليها فلاحنا، ويوليها أهمية خاصة مع كل موسم زراعي إلا أن الحاجة دفعت بعض المزارعين والفلاحين إلى اعتماد سماد الدود بعيداً عن السماد الكيماوي المعروف بسبب غلاء سعره، وهذا ما صار يشكل همّاً بالنسبة للفلاح!

 

عبد الكريم البليخ