لكل السوريين

تجربة صاروخية روسية جديدة.. قد تسرّع عسكرة الفضاء

تقرير/ لطفي توفيق  

في إطار سعيها لتطوير أسلحة مضادة للأقمار الصناعية، أطلقت روسيا صاروخاً استهدف قمراً صناعياً قديماً لها في مدار الأرض، وتمكن من تفجيره، مما أدى إلى انتشار كبير لحطامه، وإجبار طاقم المحطة الفضائية الدولية إلى الاحتماء داخل كبسولات.

وأثارت هذه التجربة قلق الدول التي لديها أقمار في الفضاء، وبين خبراء الأنشطة الفضائية.

ونقلت وسائل الإعلام عن خبراء قولهم إن التجربة الروسية أدت إلى “زيادة المخاطر التي يشكلها الحطام الفضائي على العدد المتزايد من الأقمار الصناعية في المدارات الأرضية المنخفضة المعرضة للخطر”.

ومع أن الصين والولايات المتحدة والهند، قامت بتجارب مماثلة في السابق، حيث أجرت الصين اختباراً للأسلحة المضادة للأقمار الصناعية باستخدام مقذوف تم إطلاقه من الأرض، في العام 2007، ونتج عنه نحو ثلاثة آلاف قطعة حطام.

واستهدفت الولايات المتحدة عام 2008، قمرها الصناعي “صينيل” الذي كان سقوطه متوقعاً.

وأجرت الهند اختباراً مضاداً للأقمار الصناعية عام 2019، إلّا أن كل هذه التجارب لم تشكل خطورة على الأقمار الصناعية كما شكلت التجربة الصاروخية الروسية الجديدة.

الولايات المتحدة تدين التجربة

أدانت الولايات المتحدة التجربة الصاروخية الروسية، ووصفتها بأنها “خطيرة وغير مسؤولة”، واعتبرت أنها شكلت تهديداً لحياة طاقم العمل على متن المحطة الفضائية الدولية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، في بيان صحفي “قام الاتحاد الروسي بإجراء متهور تضمن تجربة صاروخ مضاد للأقمار الصناعية على أحد الأقمار الصناعية المملوكة له”.

وأضاف البيان: “نتج عن هذه التجربة 1500 قطعة من الحطام المداري الذي يمكن تعقبه، ومئات الآلاف من قطع الحطام الأصغر حجماً التي تهدد مصالح جميع الدول في المحطة الفضائية”.

واعتبرت الخارجية الأمريكية أن هذه التجربة تزيد المخاطر التي يتعرض لها رواد الفضاء على سطح المحطة الفضائية الدولية

كما تشكل  مخاطر كبيرة على السفر إلى الفضاء الخارجي على المدى الطويل.

وأكدت أن التجربة توضح “بما لا يدع مجالا للشك أن مزاعم معارضة روسيا لتسليح الفضاء ما هي إلى ادعاءات تتسم بالخداع والنفاق”.

وشددت على أن الولايات المتحدة سوف تعمل مع شركائها وحلفائها من أجل الرد على هذا السلوك غير المسؤول.

وروسيا ترد

من جانبها، اعترفت روسيا بأنها اختبرت صاروخاً استهدف أحد أقدم أقمارها في مدار الأرض، وشددت على أنها لم تعرض محطة الفضاء الدولية لأي خطر.

وقال الجيش الروسي في بيان له “أجرت وزارة الدفاع الروسية بنجاح تجربة دمر بنتيجتها الجسم الفضائي الموضوع في المدار منذ 1982 وهو غير نشط”.

ورد وزير الخارجية، سيرغي لافروف، على الخارجية الأمريكية بقوله “إن ادعاء الولايات المتحدة أن روسيا تشكل مخاطر على الأنشطة من أجل الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، هو على أقل تقدير نفاق”.

وقللت وكالة الفضاء الروسية من خطورة الحادث، وأكدت أن الجسم، الذي أجبر الطاقم على دخول المركبة الفضائية كإجراء وقائي، ابتعد عن مدار المحطة الفضائية الدولية.

في حين يرى بعض الخبراء المتابعين للنشاط الفضائي الروسي، أن روسيا تعمل على تطوير أسلحة مضادة للأقمار الصناعية تكون قادرة على تحييد القدرات الفضائية الأميركية في حالة نشوب صراع.

وإلى ذلك ذهبت الولايات المتحدة التي سبق أن اتهمت روسيا باختبار سلاح فضائي مضاد للأقمار الصناعية العام الماضي، بعد أن رصدت قيادة الفضاء الأميركية قمراً روسياً، يتتبع قمراً صناعياً أميركياً للاستطلاع.

روسيا تشكك بمحطة الفضاء

حذر مسؤول روسي من أن محطة الفضاء الدولية تعاني من إخفاقات “لا يمكن إصلاحها” بسبب المعدات والأجهزة التي عفا عليها الزمن.

وأن الكثير من المعدات الموجودة في المحطة بدأت في التقادم وستحتاج قريبا إلى الاستبدال.

وأعلن رئيس وكالة الفضاء الروسية أن موسكو تعمل على إنشاء محطة فضائية خاصة بها،

وقد تنسحب من محطة الفضاء الدولية في عام 2025.

وأُطلقت المحطة عام 1998 بالتعاون بين وكالات الفضاء الروسية والأمريكية، واعتبرت نموذجاً للتعاون بين العديد من البلدان.

واحتلت مداراً فضائياً خالياً من المركبات التي لا تزال تعمل، أو التي خرجت من الخدمة.

ويحرص رواد الفضاء فيها على اتباع إجراءات احترازية عندما تقترب من هذا المدار شظايا الأقمار الصناعية والصواريخ القديمة، مثل إغلاق البوابات بين الوحدات، والصعود إلى الكبسولات التي نقلتهم إلى المحطة، حيث تبقى تلك الكبسولات مرتبطة بجسم المحطة طوال فترة عمل أفراد الطواقم، لاستخدامها كقوارب نجاة، في حال الحاجة إلى الهروب السريع.

يذكر أن معاهدة الفضاء الخارجي الدولية التي أقرت عام 1967، تؤكد على ضرورة استغلال الفضاء للأغراض السلمية فقط، وتحظر وضع أسلحة نووية، أو أي نوع من أسلحة الدمار الشامل في الفضاء الخارجي، أو تثبيتها على سطح القمر، أو أي جرم سماوي، أو محطة فضاء.

وتوصي بتبادل المعلومات المتعلقة بالأنشطة الفضائية بين الدول، لتلافي المخاطر المحتملة.